بقدر ما تثير القرارات والسياسات الأميركية السخرية والاستهزاء، بقدر ما هي تنزع ما تبقى من تلك الأقنعة عن الوجه الأميركي الأكثر دموية وبشاعة على مر التاريخ.
القرار الأميركي باستثناء المناطق التي تحتلها القوات الأميركية في سورية والتي تسيطر عليها المجموعات الانفصالية الموالية لواشنطن والميليشيات الإرهابية العميلة للنظام التركي في الشمال الشرقي والشمال الغربي، من الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير القانونية التي فرضتها واشنطن على سورية منذ سنوات، هو قرار لا يثير السخرية والاستهجان فحسب، بل هو قرار يثير الدهشة والاستغراب، لأنه قرار صادر عن دولة احتلال من أجل تبرير شرعية من لا شرعية لهم على الأرض.
أي أنه قرار غير شرعي من سلطة غير شرعية، لشرعنة سلطة مجموعات وميليشيات إرهابية مرتهنة للاحتلال الأميركي، على أراض سيطرت عليها بالإرهاب والإجرام، وهذا الأمر يهدف في أبعاده إلى تشريع ما تقوم به قوات الاحتلال الأميركي من نهب وسرقة للقمح والنفط والغاز وغيرها من ثروات الشعب السوري.
إنه النفاق والخداع والازدواجية التي تنتهجها الولايات المتحدة التي تدعي حرصها ودفاعها عن الحريات والديمقراطيات وحقوق الانسان، فيما هي على الواقع تقوم بعكس ذلك تماماً، حيث تحتل الدول وتغزو الشعوب باسم الحريات والديمقراطيات، ليس هذا فحسب، بل هي تقوم بصناعة الخراب والموت والإرهاب وتصديره إلى كل الدول المناهضة والمقاومة لسياساتها ومشاريعها الاستعمارية والاحتلالية في المنطقة والعالم.
دمشق كانت في ردها على مثل هكذا قرارات واضحة وحاسمة، حيث أكدت أن أكاذيب إمبراطورية الكذب الأميركية والغربية لم تعد تنطلي على أحد فمشاريعها الوهمية للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ثبت زيفها وبطلانها في أكثر من مكان وها هي أنشطتها الإجرامية في مخابرها للحرب البيولوجية لنقل الجراثيم عبر الحدود تشهد على أن إمبراطورية يجتمع فيها الكذب وازدواجية المعايير هي تهديد مباشر للأمن والسلم الدوليين.
نبض الحدث …فؤاد الوادي