وحده الجموح للهيمنة والغوص عميقاً في مستنقعات وهم السطوة، ما يقود الخطوات الأميركية بانعدام استشراف لمآلات المقامرات العبثية على حافة بركان المتغيرات الدولية وتعاظم الرفض المتنامي في أكثر من مكان لجبروت تسلطها.
فإدارة بايدن تصر على رسم المشهد في منطقتنا والعالم بأقلام الحماقات السياسية والعسكرية وبألوان العبث التخريبي، وتعيد اجترار نفس السيناريوهات السخيفة و التحريض العدائي والاتهامات الباطلة ذاتها وتستحضر تعويذة الأسلحة المحظورة كلما أطبقت ميادين مواجهة عنجهيتها وتعسفها الكماشة على تحركاتها، فأي بلد يرفض استباحة أمنه الاستراتيجي وحقوقه المشروعة بصون وحدته الجغرافية تناصبه العداء.
من الجزيرة السورية محط أطماع واشنطن وآخر خيوط أوهامها التي تخادع بشأن استثنائها من إرهابها الاقتصادي لذر غبار التعمية على ممارسات اللصوصية والنهب فيها، إلى اوكرانيا التي تريدها خنجراً مسموماً في الخاصرة الروسية، جسر الإرهاب الأميركي الموصول يتصدع وتنفرط حلقاته بعكس رهاناتها، ومهما حاولت ترميم وجه إخفاقاتها.
فاستثمار الدواعي الإنسانية وتوظيفها لغايات سياسية والاتجار القذر بتبعات إرهاب أميركا العسكري والاقتصادي احتيال بات مكشوفاً ولعباً خاسراً في آخر مساحات الوهم، والغمز من قناة استثناء الجزيرة السورية من العقوبات الجائرة المفروضة على السوريين، والتسللات الوقحة التي يقوم بها مسؤولون في إدارة بايدن إلى المنطقة الشرقية لن تجمل قباحة الأفعال الإجرامية من فظائع وحشية ونهب، التي تمارسها واشنطن وعملاؤها.
قذى الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان جلي في العيون الأميركية، وسوس الانتهازية وتهديد أمن الدول وسلام الشعوب ينخرعظام إداراتها المتعاقبة، لكن غوايات هيمنتها تصطدم بالجدران المسدودة، و بيادر ميادين التصدي للتمادي والغلو الإرهابي الأميركي لن تنطبق مع حسابات أركان حروبها في الجزيرة السورية والبحر الأسود.
حدث وتعليق – لميس عودة