وعد جديد تلقاه المواطن أمس بقرب انفراج أكيد لمشكلة الغاز المنزلي مع البدء بتنفيذ الخط الإئتماني الإيراني الذي سيضاف له كمية 20 ألف طن من الغاز، وهو ما سيتيح الإمكانية لتقليل فترة الانتظار التي شهدتها الأشهر الماضية والتي قاربت 90 يوماً للحصول على أسطوانة غاز منزلية..
وتزامن إطلاق هذا الوعد بالحديث عن وجود أكثر من حالة فساد على حد تعبير المعنيين بوزارة النفط ويجري حالياً معالجتها، في إشارة إلى التلاعب بوزن إسطوانة الغاز الذي يلجأ إليه بعض الموزعين والمعتمدين، مع التذكيرهنا بأنه جرى مؤخراً الكشف عن حالة فساد في التعبئة بالاتفاق مع بعض الموزعين بحيث كانت تعبأ بعض الأسطوانات بكميات إضافية ليتم فيما بعد تفريغها خارج مراكز التعبئة وبيعها بالسوق السوداء وهذه طبعاً تذهب لجيوب المتلاعبين فيما يدفع المواطن ثمن هذا التلاعب انتظاراً وحرماناً من الغاز المنزلي لقضاء احتياجاته اليومية..!!
ولعله من الجرأة بمكان أن تتحدث مصادر وزارة النفط بهذا الوضوح عن شكل وحجم التلاعب الذي يجري وعزمها وضع حد لمثل هذه الطرق في استغلال حاجات المواطنين والمتاجرة بها، وصحيحة تلك الخطوة التي اتخذتها بالقيام بجولات فجائية ومستمرة على أماكن التعبئة وعلى الموزعين واللجوء إلى إيقاف سيارات الموزعين للتأكد من وزن الاسطوانة والكشف عن حالات التلاعب..
إذاً نصل هنا إلى قضية مفادها إن التأخير الحاصل في رسائل الغاز المنزلي لا يتعلق فقط بنقص في الكميات الموردة والمتاحة من المادة، وإنما أيضاً يتأثر بشكل مباشر بحالات التلاعب والاستغلال التي يمارسها البعض ممن تجرؤوا على معيشة المواطنين واستهونوا عذاباتهم ليضيفوا إلى حياتهم ضغوطات جديدة، متكئين في ذلك على التصريحات الرسمية التي لطالما أكدت أن هناك نقص في المادة وعجز في تلبية احتياجات المواطنين بشكل جيد، ما جعلهم يتسترون بتلك التصريحات ويلجؤون إلى استغلال هذا الواقع لصالحهم لجني موارد إضافية تدخل جيوبهم غير آبهين بما يواجهه المواطن من مشقات معيشية..
وإذا ما دققنا جيداً سنجد أن معظم معاناة المواطنين وصعوباتهم المعيشية التي يعيشونها هذه الأيام تعود في جزء كبير منها إلى حالات الاستغلال والتحكم والاحتكار التي تمارس من قبل البعض في أهم احتياجات المواطنين الأساسية (الغذاء والمحروقات والخبز و…)، فقد يكون هناك نقص في ما هو متاح ومتوافر، بسبب ظروف الحرب العدوانية على سورية والحصار والتداعيات المستجدة، لكن هذا لا يعني أن هناك عنصراً بشرياً استغل هذه الظروف لمصلحته ليفسد على الناس حياتهم ومعيشتهم.
حديث الناس- محمود ديبو