الثورة – عمار النعمة:
من دمشق أقدم عاصمة مأهولة وعلى امتداد المحافظات السورية احتفل السوريون باليوم العالمي للمسرح ليؤكدوا أنهم أبناء الحياة والفن والحرف الأول… وأنهم أبناء سعدالله ونوس وفواز الساجر ومحمد الماغوط فرسان الكلمة وسدنة الثقافة والأدب والفكر والمسرح.
على مسرح الحمراء بدمشق كانت الاحتفالية الأبرز التي أقامتها مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة من خلال عمل بعنوان (مكان آخر) من إعداد يوسف شرقاوي وإخراج سهير برهوم.
تضمن العمل عدداً من أشهر مشاهد المسرحيات عبر التاريخ بدءاً من العصر الإغريقي وصولاً إلى عصرنا الحالي وكلها كانت عبر ثنائيات من العاشقين كان الراوي يمهد بين المشهد والآخر مع لوحات راقصة تخللت العرض أدتها فرقة ميرال للمسرح الراقص.
شارك في الاحتفالية كل من الممثلين رباب مرهج وفراس السلوم ويوسف عبدي ويحيى دراوشة وأشرف على فرقة ميرال للمسرح الراقص كل من جمال تركماني ومحمد طرابلسي وصمم الديكور كنان جود.
الفنان علي القاسم الذي لعب دور الراوي وفي تصريح له أكد أن السوريين يحتفلون باليوم العالمي للمسرح لإيمانهم بدور المسرح وأهميته في حياتنا، وأن الفنانين السوريين يواصلون المسيرة التي رسمها الأساتذة ليواصل المسرح السوري رسالته بالحياة .
بدورها الفنانة عبير بيطار أكدت أهمية هذا الحدث الذي يغطي كافة الجغرافيا السورية، مشيرة إلى أن دمشق حاضنة التاريخ ويليق بها الاحتفاء والجمال.
في حين نوه الفنان زهير البقاعي على حرص فريق العمل على تقديم احتفالية تليق بهذا اليوم المميز مشيراً إلى أن المشاركة بهذا الحفل لها طعم آخر وتحقق نبضاً خاصاً بالحب والوفاء لخشبة المسرح.
المؤلف الموسيقي نزيه أسعد عبر عن سعادته بهذه الاحتفالية لما تحمله من رسالة مهمة حول المسرح السوري الذي أثبت جدارته رغم ظروف الحرب.. مشيراً إلى أهمية العمل وما حمله من تنوع ما استدعى تقديم احتمالات موسيقية متعددة تتناسب مع الفرجة المسرحية التي حققت المتعة لتقديم موسيقا تتكامل مع باقي العناصر.
والجدير بالذكر أن الفنان زيناتي قدسية ألقى كلمة المسرح العالمي للمخرج العالمي بيتر سيلرز التي جاء فيها أن المسرح هو الشكل الفني للتجربة في عالم تغمره الحملات الصحفية الواسعة والتكهنات مع دعوة جميع المبدعين للانضواء في منظومة المسرح مع مواكبة التغيير والوعي والانعكاس والرؤية الملحمية في هذه الفترة من تاريخ البشرية.
قدسية الذي هنأ المشتغلين في المسرح بالعالم في هذه المناسبة دعاهم لكي يفتحوا أعينهم إلى قضايانا العربية المحقة وأن يقتنعوا بأننا شعوب عريقة وذات ثقافات مرموقة ينبغي الالتفات والاستفادة منها.