الثورة – يمن سليمان عباس:
هل تبقى النظرية صالحة لكل زمان ومكان لا يقترب منها الشك؟
بالتأكيد لا.. فما كان صالحاً وصحيحاً أمس ليس صالحاً اليوم ولا الغد وأي نظرية إنما تزداد قوة بالنقاش الذي يجري حولها ويقيمها..
يشير إلى نقاط ضعفها قبل قوتها ويقترح ما يصحح مسارها.
من هنا نجد مئات بل آلاف الكتب والدراسات حول نظريات حديثة وقديمة تناقش تحلل وتصل إلى نتائج هي أيضاً محل نقاش..
كتاب..
(نظريّات في قفص الاتّهام)، تأليف: محمود بدوي نقشو. يصب في هذا المسار
يقول الكاتب:
بقدوم القرن التاسع عشر – قرن الانتفاضة الشاملة – ظهرت نظرية (التطوّر) على يد (داروين)، التي أسست لقاعدة أن الحياة صراع، والبقاء للأنسب أو الأقوى. حينئذ آمن الناس أن الوجود مرتبط بالقوة، وأن الصراع الحتمي على البقاء لا يسمح بالتفريق بين وسيلة وأخرى. فليست العبرة بنوع الوسيلة، لكن بضمان النتيجة، وتحقيق الغاية التي هي البقاء بحد ذاته، وهنا تفاعلت (الميكافيللية) مع (المالتوسية)، و(الداروينية) في المشهد الحديث للعالم.
تقول (الميكافيللية): إن الحق هو القوة، و(الداروينية) تقول: إن الوجود هو القوة. وبما أن (الداروينية) نظرية علمية، فلتكن (الميكافيللية) كذلك! ومن أجل إيجاد أعداء محتملين تسوّغ بموجبهم ميزانيات التسلّح في الإدارات الحاكمة الغربية، والأمريكية تحديداً كانت نظرية (نهاية التاريخ) لتأكيد سيادة النموذج الأبيض وسيادة القطب الواحد، ونظريات (صراع الحضارات)، و(الليبرالية الجديدة)، و(الفوضى الخلاقة).
وفي مكان آخر قدم الألماني (ماركوس غرابكا) تعريفاً مهماً وخطيراً لهذه النظريات حينما قال: ما يُعرض بموجب (العولمة) هو تحويل العالم إلى مركز تجاري كبير، إذ يمكن شراء الهنود هنا، والنساء هناك، وربما الأطفال والمهاجرين والعمال، وحتى بلد بأكمله مثل المكسيك! النظريات الشريرة تاريخ من التحيّز الفكري للسيطرة على العالم.
كتاب (نظريّات في قفص الاتّهام)، تأليف: محمود بدوي نقشو، يقع في 559 صفحة من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.