الثورة – ميساء الجردي:
انطلاقاً من أحد الأهداف الرئيسية الواردة في مرسوم إحداثها والمتعلق بالتنسيق بين الهيئات العلمية البحثية تنسيقاً كاملاً على جميع المستويات وفي جميع المجالات أقامت الهيئة العليا للبحث العلمي اليوم ورشة عمل برعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تحت عنوان ( نحو تنسيق كامل ومستدام بين الهيئات العلمية والبحثية السورية) على مدرج مكتبة الأسد الوطنية.
تناول المشاركون في الورشة سبل تعزيز العلاقات والتفاهمات بين الهيئات العلمية البحثية سواء في الجامعات أو المراكز البحثية، وقدموا مقترحات للتواصل إلى إطار عمل يضمن الاتصال والتنسيق المستدام فيما بينهم، وتذليل كافة المعوقات التي قد تحول دون تعظيم الفائدة من الكوادر البشرية والإمكانات الفنية الموجودة فيها خاصة ضمن الظروف الاستثنائية التي تعيشها سورية حالياً.
في البداية تحدث الدكتور ياسر خضرا مدير البحث العلمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول التشبيك بين المؤسسات البحثية بهدف تبادل الخبرات والمعارف والموارد، والإحاطة بكل ما هو جديد بحيث يكون هذا التواصل وسيلة لتقديم حلول لكل المشكلات البحثية التي تعترض العمل، وتعزيز قدرات الجامعات وخاصة للباحثين الجدد، مشيراً إلى أن التشبيك الفعال يحتاج لفتح قنوات الرغبة بالتعاون وتحديد الأدوار والمسؤوليات والواجبات، وتشكيل فرق من الباحثين من أجل العمل الجماعي، وكذلك إيجاد التدابير للارتقاء بمنظومة البحث العلمي والمتمثلة بالموارد البشرية، ومراجعة أنظمة إدارة الجودة والتركيز على الكيف في الأبحاث وليس على الكم.
وبيَّن خضرا أن التحفيز المادي والمعنوي للبحث العلمي يجب أن يكون من الوزارة ومن الجامعات، وأهمية إيجاد دراسة خاصة بالأبحاث المنجزة وما الذي تم تطبيقه وكيف، معتبراً جوهر التشبيك هو إنشاء فرق بحثية مشتركة بين المؤسسات البحثية، واختيار الأبحاث العلمية القابلة للتطبيق والتي يحتاجها المجتمع في جميع القطاعات.
من جانبه ألقى الدكتور فراس الحناوي نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي عرض الجامعة مبيناً الأنشطة التي تقوم بها، وكيفية الارتقاء بالبحث العلمي وخاصة لدى جيل الشباب، والتركيز على طلاب الدراسات العليا لما يشكلونه من كادر بحثي كبير إذ يصل عددهم في جامعة دمشق إلى 15 ألف طالب وطالبة.
وتحدث الحناوي عن وجود عزوف كبير عن البحث العلمي في الجامعة بسبب نقص الأجور إذ إن عام 2021 لم يشهد سوى 8 أبحاث تطبيقية منجزة، وعن الخطوات التي أنجزت لتطوير النشر العلمي الخارجي والذي وصل إلى 458 مقالة في مجلات عالمية محكَّمة، وإلى التعاون مع الهيئات العلمية والإبداعية الموجودة بشكل عام.
الدكتور مجدي الجمالي رئيس الهيئة العليا للبحث العلمي تحدث عن أهمية الورشة في تعريف الهيئات العلمية بعضها ببعض من حيث القدرات العلمية والكوادر البشرية والبنى التحتية، وإيجاد آليات فاعلة لتبادل المعلومات والخبرات والأبحاث والنشرات العلمية بينهم، مشيراً إلى ضرورة التوصل إلى الآليات والأدوات المناسبة لتأطير الإشراف المشترك على بحوث طلاب الدراسات الدنيا والعليا في الجامعات السورية وبما يضمن أولويات العمل في كل من الهيئات العلمية البحثية، ويحقق الفائدة لكافة الأطراف.
وطرح الجمالي إنشاء مخابر بحثية وحاضنات تقانية مشتركة تستفيد منها كافة الجهات العلمية البحثية، وتفعيل ورشات العمل والمؤتمرات والدورات التدريبية المشتركة، وتعزيز العمل وفق الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والتطوير التقاني. وطرح جملة من المواضيع للنقاش مع المشاركين تمحورت حول القناعة لدى الجميع بحتمية التنسيق الكامل والمستدام في ظل الظروف القاسية الحالية والأدوات اللازمة لذلك، وأهمية وجود التنسيق العمودي متمثلاً بالمجلس الأعلى للبحث العلمي، والتنسيق الأفقي المتمثل بوجود نقاط ومكاتب تنسيقية للهيئات العلمية البحثية.
من جانبه قدم الدكتور خليل عجمي رئيس الجامعة الافتراضية عرضاً بعنوان البحث والتطوير في العصر الرقمي ودور الجامع في تغيير طريقة التفكير وإحداث التغيير، مبيناً العلاقة بين البيئة البحثية والتحول الرقمي والتحديات المتمثلة بضعف آليات حماية الملكية الفكرية والحاجة لتشريعات تتعلق بإحداث وتحويل صناديق خاصة بالاستثمار، وضعف البنية الاقتصادية والتنسيق بين راسمي السياسات والمؤسسات التي تقوم بالبحث العلمي.
وتحدث العجمي عن المغالطات التي تعيق التحول الرقمي في المؤسسات العلمية والتحديات التي تواجه هذه البيئة، وضرورة تغيير طريقة التفكير للوصول إلى استراتيجية بحثية متكاملة.
من جانبه قدم الدكتور نزار عيسى مدير عام هيئة التقانة الحيوية لمحة حول عمل الهيئة ورؤيتها لتكون مركزاً بحثياً لمختلف القطاعات بهدف إيجاد بحث علمي بهوية سورية مميزة، لافتاً إلى ضرورة تقديم الدعم والتدريب لأعضاء الهيئة التدريسية وطلاب الدراسات العليا.
وأكد العيسى على وجود العديد من المخابر البحثية الهامة في الهيئة التي توضع في خدمة البحث العلمي.
الدكتور محمد عادل جواد نائب رئيس جامعة القلمون للشؤون العلمية تحدث عن ضرورة إيجاد استراتيجية وطنية واضحة في مجال البحث العلمي، وربط المخرجات البحثية باحتياجات المجتمع وخطط التنمية، مشيراً إلى موضوع غياب الهدف، وعدم وجود فرق بحثية بالمعنى الحقيقي، وغياب الثقة بين المؤسسات الإنتاجية والبحثية، وعدم استقرار أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات الخاصة الأمر الذي انعكس سلباً على إنتاجهم البحثي رغم توفر المخابر بمستويات عالية.