الثورة – حمص – رفاه الدروبي:
لم يرتق أداء عرض “نور العيون” لمدة ساعة ونيف إلى مستوى خشبة المسرح الحمصي في ثالث أيام احتفالية أبو الفنون من إخراج نزار خضور واقتباس النص لجوان جان وتقيمه مديرية المسارح والموسيقا والمسرح القومي بحمص على مسرح قصر الثقافة.
أبرز ما تضمنه العرض تحول المخرج الخضور إلى راوٍ للقصة حيث يبشر بولادة طفل تفتحت عينيه مع بدء الانتداب الفرنسي على سورية مترافقة الحكاية مع أغنية فيروز “الأرض لكم” وتعود المشاهد إلى الكتّاب آنذاك والمعلمة ودورها في تعليم التلاميذ وكأنّ متابعي الصالة أمام مشهد مقتبس من اسكتش “شيخ الكتّاب” لعبد اللطيف فتحي مع غياب جمال الأداء لتعود اللقطات بعدها عاكسة صوراً لواقع مؤلم يحصل في إحدى شركات القطاع العام وتعرض بعض الموظفات ذات الغصن الغض من استغلال القائمين عليهم في العمل.
مجريات العرض تسير على وقع موسيقا هادئة تتابع المسرحية مجرياتها بمشاهد في حديقة عامة بلقطات تبين تحول الجيل الصاعد من البطولات والتضحية فداء للوطن حتى باتت الفتيات يبدين حركات الرجولة والشباب إلى الأنوثة لمشاهد تتكرر في الوقت الحالي.
بينما خشبة المسرح تكون خالية من أي ديكور استعاض عنه المخرج بصور ظهرت على الشاشة الخلفية من العاكس الضوئي فجاءت متوافقة مع الحدث والمؤثرات الصوتية من أغانٍ وموسيقا لكنَّها أخذت خبط عشواء دون رابط بينهم، وارتدى كادر العمل ملابس اتشحت بلون أسود إلا في أجزاء قليلة تسلل الأحمر والأصفر كلمح بصر لضوء خافت كي يخرجنا قبطان العمل هنيهات من كآبة اللون لمشاهد تجعلنا نلهو بخيالنا للحظات.
فيما تتابع الأحداث وكأنَّها مجموعة نتف جمعت من هنا وهناك ما يجعل الجمهور في حيرة من أمرهم فكانت تفند الواقع المعاش بنوع من الكوميديا المبتذلة “التهربج”، مع دعوة ضمنية موجهة إلى جمهور الصالة للضحك دون مبررات لألفاظ وتراكيب منتقاة بلغة عادية غير قابله للتفاعل بشكل ملائم للخشبة ولم تراع جمهور النخبة الحمصي المميز باعتباره لا يقبل إلا بعروض عالية المستوى فعبروا بإيماءات وجوههم عن عدم الرضا.