مجدداً، يطل علينا شهر رمضان المبارك، ونحن في أمس الحاجة إلى هطلات من أخلاقه وفضائله، ولاسيما أنه قد استوطن الخريف أرواحنا وأقحل كل ما هو جميل فينا.
على عتبات الأمل، نقف جميعاً وقد فتحنا قلوبنا لاستقبال هذا الشهر الفضيل علها تزهر أرواحنا، وتثمر أفعالنا محبة ونقاء وعطاء يعادل ولو جزءاً بسيطاً مما بذلناه من تضحيات نفيسة طيلة السنوات الماضية.
فهل تستيقظ في رمضان تلك الضمائر التي دخلت في سبات عظيم ؟، أم أنها أضحت في عداد الأموات!، فكم نحن أحوج ما نكون إلى قيم وأخلاق رمضان، وخاصة في هذه الظروف الصعبة جداً التي بتنا نعيشها جميعاً بسبب آثار الحرب والحصار والعقوبات الأميركية والغربية التي فاقمت من جراحنا وأوجاعنا وعذاباتنا.
كم نحن بحاجة إلى أن نستحضر فضائل هذا الشهر الكريم ونجعلها منهج حياتنا وسلوكنا في كل تعاملاتنا طيلة أيام السنة وليس في رمضان فحسب.
في البعد الاجتماعي للتحلي بأخلاق رمضان والعمل بها والمواظبة عليها أبعاد اجتماعية وإنسانية وتربوية جليلة ومهمة، تتمثل أبرزها في إضفاء حالة من الطمأنينة والسكينة التي تنعكس تقارباً ومحبة وتلاحماً وتسامياً فوق الماديات، وهذا نداء إنساني إلى كل من يساهم أو يزيد من معاناتنا وأوجاعنا بطريقة أو بأخرى، وخاصة الكثير من التجار الذين رفعوا أسعارهم بشكل جنوني خلال الفترة الماضية.
لتكن أخلاق رمضان حاضرة دوماً في سلوكنا وحياتنا، لأن من شأن ذلك أن يسهم في تعزيز صبرنا ورفع معنوياتنا وتمتين جبهتنا الداخلية حتى نتجاوز هذه المحنة الصعبة علينا جميعاً.
عين المجتمع -فردوس دياب