اللعبة القديمة الجديدة التي يكررها في كل مرة بعض التجار والموردين الذين استسهلوا أذية المواطنين وبرروا جشعهم ونهمهم للثروات القذرة، ليستقدموا الأغذية الفاسدة وطرحها في أسواقنا المحلية دون أي رادع من ضمير أو أخلاق أو غير ذلك.. ولعل أكثر الفترات التي تنشط فيها قريحتهم لأذية المواطنين هي المناسبات التي يرتفع فيها الطلب على بعض السلع في مواسم محددة كما هي أيام شهر رمضان الفضيل ولياليه الكريمة التي كان يجب أن تردع هؤلاء عن فعلتهم هذه لا أن يتستروا بها ويعتبروها فرصة لاستغلال الناس وغشهم.
اللعبة بكل بساطة هي في إبراز بيانات جمركية وفواتير قديمة لبضاعة تم إدخالها بشكل نظامي من المعابر الحدودية، لتكون هذه الفواتير والأوراق تغطية لكميات إضافية من المادة نفسها لكنها لم تدخل بشكل نظامي ولم تخضع للمراقبة والتدقيق الصحي والغذائي من الجهات المعنية، وهنا تبدأ المشكلة في تسرب أغذية ومواد مختلفة فاسدة وغير صالحة للاستهلاك البشري أو ربما تكاد تنتهي صلاحيتها لتدخل إلى أسواقنا وبأسعار مرتفعة جداً، بينما يكون بعض الموردين قد استقدموها بمبالغ بخسة بسبب كونها مصابة وملوثة حشرياً أو غير ذلك.
إنها آفة التهريب التي يشارك فيها بعض التجار والمهربين والمزورين والتي تفتك بالاقتصاد الوطني وتؤدي إلى مفاسد كثيرة بمجالات عدة وتترك آثاراً سلبية على قيمة العملة وعلى عائدات الخزينة وتحدث خللاً في الأسعار وتوازن الأسواق وتؤثر على التجار الملتزمين تجاه المستهلك والذين يعملون تحت الضوء، كما تتسبب بآثار سلبية على صحة المستهلك وتالياً تزيد في اتساع فجوة الثقة بين المواطن وقوى السوق من تجار وموردين وباعة، فهو يشعر دائماً بأنه ضحية وموضع استغلال وغش وتدليس.
بالأمس جرى حديث عن ضبط كميات كبيرة من التمور المهربة، فالوقت مناسب لإدخال هذه المادة إلى الأسواق، حيث سيرتفع الطلب عليها بشكل كبير مع حلول شهر رمضان الكريم، إذاً هي مواسم يستعد لها المهربون ويتحضرون لحصاد وفير غير آبهين بصحة الناس ولا بصحة اقتصادهم الوطني وما سينعكس من آثار سلبية لن تكون في مصلحة الجميع.
التالي