الثورة – رشا سلوم:
دعه يمر.. دعه يعمل.. شعارُ أميركي يحمل في طياته الكثير من الخبث والدهاء والاستغلال، فلا يهم كيف تجني المال.. المهم أن يسيل الدولار إلى رصيدك، هذه حال الفلسفة الذرائعية الأميركية التي ترى كل شيء هو ربح يجب أن يتم استثماره.
الأمراض استثمار.. والأوبئة.. وغيرها. الكوارث استثمار، لذلك تجد واشنطن نفسها في كل مكان لا تفكر إلا بالمزيد من جني الثروات.
وما كشفت عنه الحقائق في أوكرانيا يدل على ذلك أيضا.
حول فلسفة رأسمالية الكوارث وكيف تجني الحكومات الغربية وعلى رأسها واشنطن المال من كل شيء يدور كتاب ( رأسمالية الكوارث ) الصادر عن سلسلة عالم المعرفة.
يقول أنتوني لوينشلوينشتاين مؤلفه:
(إن فهم السبب وراء ما يحدث في القرن الحادي والعشرين يتطلب تحدياً لمعتقدات راسخة في الأذهان بخصوص المعونة والتنمية، والحرب والديموقراطية، وعلى نحوٍ خاص طبيعة الرأسمالية الحديثة التي لا تعترف بالحدود الجغرافية).
مُحاولاً أن يفُك قيود الخداع، ويحرر الأمم من براثن الزيف، نطق الصحفي الأسترالي الألماني المناهض للصهيونية «أنتوني لوينشتاين» كما أحب أن يعرف نفسه في إحدى الفعاليات التي أُقيمت في اليونان، بهذه الكلمات في مقدمة كتابه الصادر في عام ٢٠١٥، وترجم عن عالم المعرفة في نوفمبر من عام ٢٠١٩، الذي عُنون ب (رأسمالية الكوارث: كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحاً طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشرية)، قاصداً في كتابه أن يلج بنا من نفس الباب الذي طرقته قبله في عام ٢٠٠٧ الصحفية الكندية نعومي كلاين في كتابها الموسوم ب( عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث)، الذي كان مُجليّاً للنهب المقنن للدول الفقيرة من قِبل الدول الكبرى والشركات العابرة للقارات، فوّسع في كتابه آفاق النظر، وزاد الشواهد على النظام الرأسمالي، فإن كانت نعومي كلاين قد بيّنت استغلال النظم للكوارث البيئية والحروب والتكاليف الخفية للمعونة الأجنبية، فتوسع هو في كتابه ليشمل أيضاً نتائج خصخصة قطاع الموارد ومراكز الاعتقال.
يظهر الكتاب من خلال تقاريره التاريخ المظلم للشركات متعددة الجنسيات التي بمساعدة وسائل الإعلام والنخب السياسية في الدول المنكوبة باتت أقوى من الحكومات الوطنية ليؤكد أنه في القرن الحادي والعشرين أصبح السكان الضعفاء هم السلع الأكثر قيمة في العالم استهدفتهم الشركات، وتلحق بهم الويلات تحت شعارات براقة.
السابق
التالي