الاستفزاز الأوكراني الرخيص في مدينة بوتشا، يذكرنا بسيل الأكاذيب والفبركات الإعلامية التي مارستها الحكومات الغربية وإعلامها المضلل بحق الدولة السورية في سياق الحرب الإرهابية التي تتعرض لها منذ أحد عشر عاماً، والسيناريو ذاته يتكرر اليوم بحق روسيا لمحاولة تشويه صورتها، وإطلاق اتهامات باطلة ضد جيشها الذي يدافع عن أمنها القومي، ويضع حداً لجرائم النازيين الجدد، ولأطماع الناتو التوسعية.
السرعة الهائلة في الترويج لأكذوبة ” بوتشا” من قبل الإعلام الغربي هي برهان جديد يكشف مدى تلاعب الحكومات الغربية بوسائل الإعلام العالمية وتجنيدها لصناعة تغطية مضللة ضد سورية أو روسيا، أو أي دولة أخرى تواجه سياسة الغطرسة الأميركية والغربية، بهدف زيادة الضغوطات على هذه الدولة أو تلك، والتمهيد لشن الحرب عليها ونشر الإرهاب على أراضيها، إذ توضح مسألة لجوء نظام كييف لارتكاب جرائم وحشية بحق المدنيين في مدينة بوتشا، لمحاولة إلصاق التهمة بالجيش الروسي، بأن كل الجرائم الإرهابية سواء في سورية أو روسيا تدار من غرفة عمليات واحدة، تشرف عليها استخبارات أميركية وبريطانية وفرنسية وألمانية وصهيونية، وغيرها ممن تدور في فلك المخططات والمشاريع الاستعمارية الغربية.
في سورية اتضح للجميع أنه رغم تفنيد الكم الهائل من الأكاذيب التي ضخها الإعلام الغربي، إلا أن مسؤولي الغرب لم يكفوا عن التمادي باختلاق الكثير من القصص والروايات الكاذبة، والفبركات الإعلامية بهدف إبقاء الرأي العام العالمي في حالة غيبوبة لحجب الحقائق عنه، وهذه التجربة دفعت العديد من المهتمين والمعنيين بإظهار الصورة الحقيقية للأحداث، للتصدي بأنفسهم لمهمة البحث عن الحقيقة بعيداً عما تضخه وسائل الإعلام الغربية المسخَرة لخدمة حكوماتها المنخرطة في إشعال الحروب والأزمات، وهذا ما بدا واضحاً من خلال تكذيب الكثير من الناشطين والإعلاميين الغربيين للرواية الأوكرانية وتفنيدها بالأدلة والوثائق، ما يعني أن مثل تلك الأكاذيب باتت اليوم عاجزة عن النفاد حتى عن الرأي العام الغربي نفسه.
الإعلام الغربي لطالما روج لإرهابيي “داعش والنصرة” على أنهم “معارضة”، وسوق مسرحيات إرهابيي «الخوذ البيضاء» الكيميائية لتبرير العدوان الأميركي والبريطاني والفرنسي على سورية، وهو اليوم يتغاضى عن جرائم النازيين الجدد في أوكرانيا، بهدف تلميع صورتهم، وكما كان هذا الإعلام والقائمون عليه، شريكاً في سفك الدم السوري، فهو شريك أساسي لعمليات القتل الجماعي التي يرتكبها نظام كييف ومرتزقته النازيون بحق المدنيين، فهذا الإعلام المضلل يخشى سماع صوت الحقيقة، لأنها ستعريه، وتسقط كل أوراق التوت عن القائمين عليه، ولذلك سيبقى آلة حرب إعلامية بيد الدول الغربية الداعمة للإرهاب الدولي، ولن يتوقف عن بث الأكاذيب، طالما بقيت تلك الدول تلهث لتحقيق أطماعها الاستعمارية في المنطقة والعالم.
البقعة الساخنة- ناصر منذر