مقابر للسياسة الأمريكية

أخطاء السياسة الخارجية الأمريكية أكثر من أن تعد أو تحصى، وهي مستمرة، ولن يكون آخرها ما قامت به واشنطن من دفع للحلف الأطلسي للتوسع باتجاه الحدود الروسية، فسياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تختلف كثيراً عن سابقاتها، حيث عملت إدارته على تنفيذ السياسات السابقة دون ابتكار أو تجديد في عقلية الدبلوماسية الأمريكية التي تخفي في قبعتها نفس الأفكار والتحركات دون البحث عن أسس منطقية تنتج حلولاً جذرية لقضايا وأزمات عالقة خارج حدود الولايات المتحدة.

إدارة بايدن أصدرت فقط إرشادات مؤقتة للأمن القومي بشأن سياستها الخارجية، وأولويات الإدارة في المنطقة كانت بوضوح دعم كيان الاحتلال الإسرائيلي، وشركاء الولايات المتحدة، والتحرك الاستعراضي على نطاق واسع لمكافحة إرهاب مزعوم تم زرع أسسه بيد أمريكا وأدواتها في منطقتنا.

أمريكا لا تركز على القضايا الاستراتيجية بشكل موضوعي وجدي، بل تتحرك وفقاً للظروف والمصالح والغرائز، ما يجعلها تكرر أخطاء فادحة في منطقتنا، التي أصبحت مقبرة كبيرة للسياسة الخارجية الأمريكية، باعتراف كبار الدبلوماسيين الأمريكيين، وفي مناطق كثيرة خارج منطقتنا العديد من مقابر هذه السياسة الرعناء والفاشلة.

بالأمس القريب صرح مسؤولون أمريكيون كثر وكشفوا أخطاء بالجملة لسياسة بلادهم الخارجية، واليوم يصرح دوغلاس ماكغريغور، المستشار السابق في البنتاغون في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن السعي إلى دفع الناتو للتوسع نحو الحدود الغربية لروسيا قد يكون أكبر خطأ في السياسة الخارجية ارتكبته الولايات المتحدة منذ زمن الحرب العالمية الثانية، ولعل أدق تعبير يكشف تخبط وانفصال الدبلوماسية الأمريكية عن الواقع واجترار الأخطاء ما قاله ماكغريغور ببضع كلمات وهي “إن السلطات الأمريكية لا تتعلم شيئا ولا تتذكر أي شيء”.

أمريكا تتجاهل بشكل دائم جميع المواثيق والعهود مع خصومها وشركائها على حد سواء، وتنتج الحروب والفوضى هنا وهناك لتحقيق مصالحهما على حساب الآخرين، وأكبر مصلحة لها في المنطقة هي بقاء الكيان الصهيوني ودعمه بكل مقومات القوة، لضمان ما تسميه واشنطن أمن (إسرائيل)، وهذه مصلحة أكبر من مصالح أخرى تجارية أو أمنية تتذرع بها كحربها المزعومة على الإرهاب، لذلك نرى السياسة الخارجية لأمريكا تتمحور حول دعم العدو الإسرائيلي بشكل أساسي، والعمل على إضعاف خصومها وخصومه في المنطقة والعالم، ما يوقعها في أخطاء كبيرة عواقبها وخيمة حتى على أمريكا نفسها.

البقعة الساخنة- منهل إبراهيم

آخر الأخبار
كيف يواجه المواطن في حلب غلاء المعيشة؟ إزالة أنقاض في حي جوبر بدمشق ريف دمشق: تأهيل ٩ مراكز صحية.. وتزويد ثلاثة بالطاقة الشمسية جامعة دمشق تتقدم ٢٤٠ مرتبة في التصنيف العالمي إطلاق القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة ما هي أبرز قراراته المثيرة للجدل؟ شعبية ترامب تتراجع بعد مئة يوم على توليه منصبه  الأمم المتحدة تدعو لرفع العقوبات والاستثمار في سوريا الأوروبي" يواجه تحديات خارجية وداخلية.. فهل يتجاوزها ويصل إلى الحالة "التكاملية"؟ إعلام غربي يدعو للاستفادة من المتغيرات الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة The NewArab:  محادثات الشيباني وميلز ركزت على فرص تحسين العلاقات بين دمشق وإدارة ترامب مصر والسعودية تؤكدان ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا  حملة "شفاء".. عمليات جراحية نوعية في اللاذقية المصالح العقارية تضاهي "المركزي" بأهميتها..  خبير عقاري لـ"الثورة": الملكيات مُصانة ولا يمكن تهر... غلوبال تايمز: واشنطن بالغت في إبعاد الصين عن التجارة العالمية مظاهرات احتجاجية في تركيا وباكستان واندونيسيا..  عشرات الشهداء بمجازر جديدة للاحتلال في غزة الأمم المتحدة تدعو "الحوثيين" للإفراج الفوري عن جميع موظفيها المحتجزين تعسفياً  خارطة الخيارات الاستثمارية الحالية رهينة الملاذات الآمنة 70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس