الثورة – ترجمة غادة سلامة:
يقول فرانسيس لي: من المثير للاهتمام أن نلاحظ كيف تم التفاعل مع الأحداث الحالية في أوروبا الشرقية – وبالتحديد في أوكرانيا، كما أفهم فإن لدى روسيا مخاوف بشأن أمنها واندفاع الناتو الحتمي نحو الحدود الروسية، علاوة على ذلك، كان هناك تمركز لأنظمة الصواريخ، النووية وغير النووية، بشكل كبير على حدود رومانيا وبولندا، كيف نشأ هذا الوضع إلى الحد الذي وصل إليه؟.
في عام 1990 اقترح وزير الخارجية الأمريكية، جيمس بيكر، صفقة افتراضية على الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف بعد سقوط جدار برلين، واندلع الجدل على الفور حول هذه الصفقة وماذا كان يهدف منها بيكر، ولكن الأهم بعد ذلك كيف اتخذت الكلمات معنى جديداً ولم تلتزم الولايات المتحدة بما قالته.
بالرغم أنه تم التأكيد لروسيا في البداية أن قوات الناتو ومعداته لن تتحرك شبرًا واحدًا إلى الحدود الغربية لروسيا، وكان هذا مجرد كلام لم تلتزم به الولايات والمتحدة والدول الغربية، ولهذا لم توقع روسيا على الاتفاقية المكتوبة.
حسنًا، نعلم جميعًا كيف تم ذلك، لمجرد وضع الملح في الجرح، أوضح رئيس الناتو ينس ستولتنبرغ، أن هناك المزيد في المستقبل، وبدا أن دول أوروبا الشرقية المجاورة لروسيا تريد الانضمام إلى الناتو وتركيب نظام صاروخي خاص بها، لكن روسيا غيرت الحقائق على الأرض بدءًا من أوكرانيا.
كانت أزمة كوبا عام 1962 نموذجًا أوليًا لهذه المواجهة، في ذلك الوقت، التزمت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بموقف ويستفاليا المتمثل في الذكاء، وعدم التدخل في مجال مصالح كل منهما، وضرورات الأمن والاعتراف بسيادة كل منهما.
لكن يبدو أن الأمور قد تغيرت منذ ظهور الإمبراطورية الأنجلو- صهيونية الأمريكية إلى حيز الوجود من خلال التوسع التدريجي لحلف شمال الأطلسي ودفعه نحو الحدود الغربية لروسيا، يبدو أن الأمور قد تغيرت فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للغرب التي أصبحت عدائية وتوسعية، إذ لم تعجب روسيا سياسة “القواعد” الجديدة للهيمنة الغربية المتوافقة مع حلفائها الغربيين، لأن هذا الشيء سيئ للغاية!.
على عكس أوروبا الوسطى والشرقية والغربية، تابعت الولايات المتحدة الحروب في كل مكان تقريبًا حول العالم، بدأت الولايات المتحدة تلعب اللعبة الإمبريالية. في البداية كانت هناك الحروب ضد المكسيك.
من 1846 إلى 1848 خاضت الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك الحرب المكسيكية الأمريكية، كانت هناك أسباب عديدة للحرب، لكن أهم الأسباب كانت استياء المكسيك المستمر من خسارة تكساس ورغبة الأمريكيين في الاستحواذ على الأراضي الغربية للمكسيك، مثل أريزونا ونيفادا وكاليفورنيا ونيو مكسيكو. اعتقد الأمريكيون أن أمتهم يجب أن تمتد إلى المحيط الهادئ: هذا الاعتقاد كان يسمى “المصير الواضح”.
جاءت الإضافات إلى الإمبراطورية الأمريكية في شكل كوبا وهاواي وغوام والفلبين – وهي عبارة عن طاحونة، كما تقول الإمبريالية، لم يكن لدى الولايات المتحدة منطقة نائية خارج الأمريكتين ولكنها أصبحت عالمية بعد الحرب العالمية الأولى والأهم من ذلك الحرب العالمية الثانية.
كان من المقرر أن تصبح الولايات المتحدة قوة إمبريالية كاملة، لاسيما في أوروبا الغربية واليابان، حيث أصبحت خليطًا من الدول غير السيادية تحت هيمنة أميركية، ولا يزال هذا هو الحال إلى اليوم، وحتى دول أوروبا الشرقية غير السيادية أصبحت جزءًا من كتلة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
لكن آلة الحرب الأمريكية واجهت مشاكل في جنوب شرق آسيا، أولاً مع الحرب الكورية، كانت المذابح والتداعيات العامة لهذه الحروب لا مثيل لها، والشاهد هو قصف لاوس وفيتنام وكوريا الشمالية بشكل خاص. كانت هذه هزائم صريحة لآلة الحرب الأمريكية، رغم أن الأمريكيين كانوا يكرهون الاعتراف بها.
ثم بالطبع كان هناك تدخل للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمل حروبها المستمرة ضد العراق وليبيا واليمن، ولكن يبدو أنه من المشؤوم أن نستنتج أن الولايات المتحدة عالقة في حروب لا يمكن الانتصار فيها.
المصدر: انفورمشين كليرنغ هاوس