الثورة – تعليق ريم صالح
عندما يقوم علماء أمريكيون بإجراء اختبارات مواد بيولوجية خطيرة على نزلاء مستشفى نفسي في أوكرانيا فماذا يعني ذلك؟، بل عندما يتم اكتشاف 3 طائرات مسيرة مجهزة لرش مواد بيولوجية في مقاطعة خيرسون الأوكرانية فما الذي يمكن أن نستخلصه من هذا التصرف، والإعداد الإجرامي المفضوح والمتعمد؟ وما هي النهاية التي ستحسم المشهد الأوكراني؟!.
في الحقيقة كل ما تقوم به الولايات المتحدة لم، ولن يفاجئنا في يوم من الأيام، فمن شب على قتل الشعوب، ونهب ثرواتها، وترهيبهم، لطردهم من أراضيهم، ومدنهم، وقراهم، وساوم من خلالهم، وجعلهم مجرد ورقة على طاولة البوكر الأممية، شاب على ذلك.
ولكن أن يصل الإجرام الأمريكي إلى حد اختبار مواد بيولوجية خطيرة على مرضى نفسيين، فهذا إنما يؤكد المؤكد بأن فاقد الرحمة الإنسانية، والقيم الأخلاقية، ولعل الأهم هنا فاقد الضمير لا يعطيه أبداً.
ما جرى ويجري في الحلبة الأوكرانية، هو غيض من فيض مكر الأمريكي، ودسائسه، وفبركاته، ورواياته المنسوجة هوليودياً على حبال التضليل، فعلى ما يبدو هناك إصرار أمريكي على استخدام الورقة البيولوجية في الأراضي الأوكرانية، واستهداف المواطنين الأوكرانيين بهذه الأسلحة والاستفزازات المدروسة سلفاً، وتصوير مشاهد مؤلمة لمن سيقضي بها، وتقديمها عالمياً، ومن ثم تسويق ذلك، والزعم بأنه عمل إبادة جماعية قام بها الجيش الروسي بعد انسحابه من هذه المدينة الأوكرانية أو تلك، مع العلم أن الجيش الروسي على خلاف جيش الاحتلال الأمريكي وكل جيوش الدول الغربية الاستعمارية وقوات الاحتلال الصهيونية لم يقم يوماً بقتل أي مدني، أو بترهيبه، والتاريخ يشهد على ذلك، بل على العكس تماماً لطالما كان هدف القيادة الروسية، ومنذ اللحظات الأولى للعملية العسكرية الخاصة في دونباس إنما هي حماية المدنيين الأبرياء، ومنع إراقة الدماء التي لطالما جهد الأمريكي، ومن معه من أنظمة غربية، استعمارية، على جعلها مُراقة، منهمرة، وغزيرة، ولا تتوقف.
كل هذه الاستفزازات الأمريكية والأوكرانية لن تمر مرور الكرام، بل إن العالم بأسره بات على دراية مطلقة لما يتم إعداده، وتجهيزه في الكواليس الاستخباراتية المشبوهة.
مهما حاول بايدن، وذراعه الأوكراني زيلينسكي تطويق روسيا، أو تشويه صورتها الإنسانية، وسمعتها البيضاء النظيفة الخالية من أي شائبة بقصص وافتراءات ملفقة، فكل مساعي الجانبين لن تفلح أبداً، فالحق واضح، والباطل واضح أيضاً، وعاجلاً أم أجلاً على الباغي الأمريكي والأوكراني ستدور الدوائر، وسيتجرعان لا محالة مرارة كأس الدم الذي لطالما سعيا لإذاقته لموسكو، ولكل الدول المستقلة، والشعوب الحرة التي رفضت الخنوع والركوع للاملاءات التفتيتية الغربية.
