الملحق الثقافي: ديب علي حسن :
يروى أن أحداً ما، أضاع مفتاحه.. وسط ظلمة حالكة لكنه توجه إلى مكان آخر وبدأ يبحث عنه تحت الضوء..شاركه عابر سبيل البحث وبعد جهد سأله: متأكد أنك أضعته هنا ؟.
رد الرجل قائلاً : أضعته هناك بالمكان المظلم لكن هنا يوجد ضوء أستطيع أن أبحث عنه ..
ما جرى في الحكاية السابقة مع أنه قد لا يكون حقيقة ينسحب على الكثير من القضايا الحياتية والاجتماعية والفكرية والتاريخية ..
اليوم، تمر ذكرى الإبادات التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن تعقد الندوات وتنشر الدراسات، وهذا يجب أن يستمر ويتم على أوسع نطاق محلي وعربي وعالمي.
ولكن لابد إضافة إلى ذلك أنه يجب الإشارة إلى أن مجازر العثمانيين كانت قد بدأت منذ عام ١٥١٦م أي منذ غزوهم للوطن العربي …على التاريخ والمؤرخين والدارسين ألا يغفلوا عن ذكر المجازر التي ارتكبها العثمانيون في حلب وما سمي بعد: تل الجماجم وغيرها مئات المجازر…
كيف ننسى ما فعلوه بآثار دمشق فمكان ما يسمى التكية السليمانية كان قصر عربي تم هدمه وأخذ حجارته لتبنى التكية ..
هل نذكر بجرائم الإبادات الثقافية والفكرية واللغوية ومحاولات التتريك؟.
هل نذكر بمجازره في جبال الساحل السوري بكل أطيافه ولا سيما في بيت ياشوط؟.
في كتابه رحلة إلى جبال الساحل السوري يتحدث الرحالة الفرنسي ليون كاهون عام ١٨٧٨ عما فعل العثمانيون هناك ويصف شنائع الموت المهول…
التاريخ الجديد يعنى بالبحث في كل زاوية وركن وكل حكاية.. لن نسامح أربعة قرون من الجرائم يضاف إليها الآن الكثير الكثير..
ما تعرض له الأرمن ذاقه العرب في كل أنحاء الوطن العربي ولقرون..
البحث يجب أن يستمر ويوثق كل فعل إجرامي..
الإبادات الجماعية التي ارتكبها العثمانيون ومازالوا لم تقف عند إثنية أو معتقد ما بل طالت بتوحش كل شيء ..تاريخنا منقوص يجب أن نعمل دائماً على سد الثغرات وتقديم الوثائق والأدلة وأن نضيء على ما ليس مضاء عليه وهذه مسؤولية لا أحد خارج حدودها…
d.hasan09@gmaiL.com
التاريخ:الثلاثاء26-4-2022
رقم العدد :1093