“ليبرتاريان أنستتيوت”: بلينكن.. اتهاماتك لروسيا لا تنطبق إلا على رؤسائك

الثورة – ترجمة ختام أحمد:
وصف وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه “مجرم حرب”، مما أدى إلى زيادة استخدام هذا المصطلح في جميع وسائل الإعلام التابعة والمؤيدة لأمريكا بعد اندلاع الحرب مع أوكرانيا في شباط 2022.
لكن لم يجرؤ بلينكين على وصف رؤساء بلاده بهذا الوصف بالرغم من أنهم قتلوا الكثير من الأشخاص في تدخلاتهم العسكرية في الخارج، كان آخرها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وعلى رأسهم جورج دبليو بوش ودونالد رامسفيلد، اللذين خلفت حربهما العالمية على – الإرهاب – دمارًا هائلاً وموتًا وبؤسًا ، وأثرت سلبًا على ملايين الأشخاص لأكثر من عشرين عامًا.
أيضاً لا يعتبر الناس عمومًا باراك أوباما اللطيف مجرم حرب، على الرغم من الضرر الكبير الذي لحق بالمدنيين بسبب حربه غير الحكيمة على ليبيا، وهو الذي قام بتسليح المتمردين المتطرفين في سورية، مما أدى إلى تفاقم الصراع و مقتل المزيد من المدنيين.
كما أدى الدعم المادي واللوجستي الذي قدمه أوباما للحرب السعودية في اليمن إلى أزمة إنسانية كاملة، حيث عصف المرض والمجاعة بالسكان.
وبالعودة إلى الوراء قليلاً، فإن المواطنين الأمريكيين والمتعاطفين معهم لا يضعون صفة مجرم الحرب على بيل كلينتون أيضًا، على الرغم من قصفه لكوسوفو عام 1999 وقتل مدنيين أبرياء فقط لتغطية فضائحه وصرف الانتباه عنها، كما قصف كلينتون العراق وفرض أيضًا عقوبات شديدة عليه، مما أدى إلى وفاة مئات الآلاف من المدنيين بأمراض يمكن الوقاية منها.
على الرغم من معرفتهم ببعض الفظائع التي ارتكبتها الحكومة الأمريكية (التعذيب، الإعدام، التشويه، توفير الأسلحة للقتلة، العقوبات التي تمنع الوصول إلى الأدوية والطعام، الخ)، لا يجد العديد من الأمريكيين صعوبة في توجيه هذا الاتهام لفلاديمير بوتين في الوقت الذي يحجبونه عن قادتهم.
من منظور تاريخي أوسع، قد لا يبدو أي من هذا جديدًا. خلال زمن الحرب، كان الكثير من الأمريكيين يرددون كالببغاوات خلف السياسيين ويصفون القادة الأجانب الذين يختلفون معهم كمجرمين، بينما يدعمون المبادرات العسكرية لقادتهم، بغض النظر عما يفعلونه. وهذا ليس سوى انعكاس لعقلية القبيلة في أميركا؟.
ماذا نسمي ما فعله جورج دبليو بوش ودونالد رامسفيلد بالعراق( وقبلهم بوش الأب 1991) من قتل وتدمير وتهجير ملايين المدنيين الأبرياء دون موافقة مجلس الأمن وبذرائع ليس لها وجود وباعتراف كوفي عنان وقتها.. فهل تجرأ أحد من الأمريكيين على وصف بوش ورامسفيلد بمجرمي حرب ؟.
من المعروف الآن أن جميع الذرائع المقدمة لغزو العراق عام 2003، كانت مزيفة، من أسلحة الدمار الشامل غير الموجودة إلى التعاون المزعوم بين صدام حسين وأسامة بن لادن، نظرا للكثير من الأكاذيب المستخدمة لإقناع السياسيين والمحللين بدعم الغزو.
والآن بالمقارنة مع الحرب الدائرة ودخول الجيش الروسي إلى أوكرانيا، فقد قدم بوتين ذريعة “أخلاقية” لغزو أوكرانيا وحماية جزء من الشعب الأوكراني الذي يتحدث الروسية من النازيين الجدد ( بدعم من أمريكا والناتو )، وتوسع الناتو باتجاه حدود روسيا، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً لها من الغرب، فلا شك أن بوتين يشعر بالقلق إزاء العداء المستمر لحلف شمال الأطلسي تجاه روسيا. ومع كل يوم من تقدم القوات الروسية يتم اكتشاف الكثير من الحقائق التي تدين أمريكا والغرب لأنهم سبب كل الخراب والدمار الذي يحصل في العالم، وأخطرها تلك المخابر البيولوجية التي كانت السبب الرئيسي في انتشار الأوبئة والأمراض كايبولا والتهاب الكبد الوبائي وأنفلونزا الخنازير التي نقلوها عبر الطيور المهاجرة وآخرها كانت جائحة كورونا، وكان لتلك الأوبئة مفعول الحروب من حيث قتل الملايين من الأبرياء عبر العالم – أليست هذه جرائم حرب – و ثبت وبالأدلة أن صناعة هذه الجائحات وتلك الأوبئة تم في المختبرات الأوكرانية وتحت إشراف مباشر من الرؤساء الأمريكيين، وآخرهم جو بايدن الذي قال أثناء حديثه إلى قواته الموجودة في بولندا أنه سيتم إعادة نشرهم في أوكرانيا لحماية المصالح الاميركية هناك، فخرج موظفو بايدن على الفور وأوضحوا أنه في الواقع لم يتم إرسال الجنود الأمريكيين إلى أوكرانيا، مما أرسل رسالة مختلطة ومربكة للغاية حول التخبط في سياسة الولايات المتحدة، وأثار استياء المجتمع الدولي. لقد أخطأ بايدن مرة أخرى من خلال وضع خطوط حمراء مؤكداً أن الجيش الأمريكي سوف يرد إذا اختار بوتين استخدام الأسلحة الكيميائية

كان السيناريو الافتراضي لبايدن خطيرًا بشكل مضاعف، لأنه فتح إمكانية تنفيذ هجمات من قِبَل الأطراف المهتمة بجر الولايات المتحدة إلى الصراع مع روسيا في أوكرانيا.

شوهد هذا النوع من استراتيجية الاستفزاز في العديد من المواقع عبر التاريخ كما حدث مؤخرًا في سورية، والعديد من الأماكن الأخرى منذ عام 1945، إن توفير المزيد من الأسلحة لمنطقة الحرب يؤدي إلى تفاقم الصراع العنيف وهذا ما كانت تفعله أمريكا. السؤال المطروح الآن للمسؤولين الحكوميين الأمريكيين مثل وزير الخارجية بلينكين – الذي تجنب المفاوضات لأشهر – هو: لماذا نسمح بتدمير المزيد من الأرواح والممتلكات في أوكرانيا قبل الموافقة على الجلوس والتحدث؟ يعتقد بلينكين أن القتلى من الأوكرانيين يمثلون ثمناً زهيداً يجب دفعه مقابل أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة ، فلا شيء يمكن أن يكون أكثر وضوحًا من أنه كلما استمر الصراع لفترة أطول من خلال إرسال المزيد من الأسلحة للمنطقة ، كلما قتل المزيد من الناس ، بما في ذلك المدنيين الأوكرانيين.
بعبارات أخرى، أميركا تستخدم الضحايا المدنيين كوسيلة لتحقيق أهداف سياستها الخارجية، مثل هذا التكتيك ليس أقل إجرامًا من معاقبة الأبرياء على جرائم المذنبين، والأثر الحتمي للعقوبات الاقتصادية ضد بلدان بأكملها يديرها قادة ، بحكم موقعهم في السلطة، يحتفظون بامتياز الوصول إلى كل ما قد يحتاجون إليه.
حالة بايدن العقلية المنهكة وعدم قدرته على التركيز ووضع الأمور في نصابها هي الحالة المثالية لموقف الأمريكيين تجاه مجرمي الحرب، إنهم يتجاهلون الجرائم التي يرتكبها قادتهم دون مبالغة، بينما يدعمون السياسات التي ستكثف النزاعات في الخارج بدلاً من حلها.
المصدر: Libertarian Institute
بقلم: لوري كالهون

 

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق