مسرح البلطجة التركية

ظافر أحمد أحمد – إعلامي:
تحصل تركيا على ثلث إمداداتها من الغاز الطبيعي من روسيا، وفي ذات الوقت تصدّر لأوكرانيا الطائرات المسيرة (بيرقدار) لاستخدامها ضد الجيش الروسي، وفي تطوّر حديث استخدمتها أوكرانيا لاستهداف مقاطعة كورسك الروسية كمحاولة (فاشلة) لجعل الحرب تصل إلى الأراضي الروسية، والدلالة الأهم هنا بأن الأداة الرئيسة لهذه المحاولة هي الطائرة التركية المسيرة التي تشكل أبرز سلاح تسوّقه الصناعة العسكرية التركية.
وتقدّم وزارة الدفاع الروسية بين الحين والحين دلالة مقصودة عندما تحدد في بعض بياناتها ماركة الطائرات التركية المسيرة التي يُسقطها الجيش الروسي بشكل متكرر بهدف جعلها ماركة لا تصلح للتسويق في سوق السلاح العالمية.
وتشكل حسابات تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش بعد الولايات المتحدة الأميركية، مقارنة بجيوش دول حلف ناتو، مشهدا معقدا للغاية لدورها بين روسيا والغرب..، فهي التي سبق لها الموازنة بين شرائها لمنظومة صواريخ إس 400 الروسية وتعاقدها مع واشنطن للحصول على صفقة كبيرة لطائرات الإف16 ، فكانت الحصيلة إغضاب الولايات المتحدة التي طبقت عقوبات محدودة على الصناعات العسكرية التركية.
شريك تحت التهديد الغربي
إنّ استمرار السياسة التركية على هذه الشاكلة ليست مضمونة في اكتفاء الأطراف المتنافسة والمتصارعة بإجراءات محدودة ضد تركيا، ولا يمكن التسليم بأنّ الطرف الغربي تحديدا يسمح لتركيا بأن تخالف سياساته، إذ في مرحلة ما يتم فرض (الغطرسة الغربية) على تركيا ذاتها كي تكون أداة طيعة وإلاّ فعليها أن تتحمل انهيارها الاقتصادي..، وتتوفر مقومات تنفيذ انهيار اقتصادي سريع لتركيا بسبب شراكتها الاقتصادية العضوية مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة..
الإجراء الوحيد الذي لم تساير به تركيا الغرب هو سيل العقوبات على الاقتصاد الروسي بسبب حاجتها الماسة للغاز والسّياح من روسيا، مستفيدة من عدم الوصول إلى حالة التوافق التام بين الدول الأوروبية تجاه تصعيد العقوبات خصوصا على قطاع الطاقة الروسي..، بالمقابل أغلقت مضيقي البوسفور والدردنيل بوجه السفن الحربية، وهو إجراء يستهدف بشكل رئيس تعقيد وصول السفن الروسية إلى البحر الأبيض المتوسط..
كما أغلقت تركيا مجالها الجوي بوجه الطيران الروسي الذي ينقل جنودا إلى سورية..، وتكثف من انتقادها للجانب الروسي في الحرب الأوكرانية مع أنها تحاول لعب دور الوسيط بين الطرفين..، وهذا الدور تؤكد أنقرة بأنّه مطلب أميركي لاستثمار علاقتها بروسيا وموقعها الجغرافي في ترتيبات مستقبلية عندما يتطلبها حل الأزمة الأوكرانية..
حياد تركي مزيف
السياسة التي تنتهجها تركيا حتى الآن لم تدفع روسيا إلى إدراجها في قائمة الدول غير الصديقة، ولم تغضب الغرب الذي لم يصل بعد إلى خطوة الفرض التام على أنقرة بأن تدخل في المواجهة مع روسيا من الباب الغربي الواسع.
وحتى ذلك الحين يجب ألاّ يخفى على أيّ طرف من أطراف الصراع والتنافس على (القطبية الدولية) والصراعات الخاصة بقضايا المنطقة حقيقة الاستغلال الذي يمارسه نظام أردوغان للظروف والصراعات والحروب من أجل ترسيخ الإرث العثماني لتركيا التي تمارس البلطجة على قسم من أراضي (العراق وسورية وليبيا..) وتزيد من وتيرة بلطجتها مستفيدة من الحرب الأوكرانية.

آخر الأخبار
مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي