الثورة -تحقيق -بشرى فوزي:
“بأي حال عدت ياعيد” تشهد الأيام والليالي الأخيرة
من شهر رمضان حالة استنفار لاستكمال تحضيرات العيد بعد صيام شهر كامل ولكن للعيد هذا العام وقعه الخاص تزامناً مع موجة غلاء لم يسبق لها مثيل كما يشكل العيد والأطفال ثنائية متداخلة فريدة حيث لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر فمن المسؤول عن تراجع مستويات الشراء وإبعاد البهجة عن الأطفال؟هل تعتبر السلع الغذائية والحلويات والألبسة ذات أسعار مقبولة أم لا؟ هل تقوم مديريات التجارة وحماية المستهلك بدورها في ضبط الأسعار قبل العيد؟هل للتصدير علاقة بارتفاع الأسعار أم أنه كلام من وحي الخيال؟ ماهي البدائل لشراء ملابس العيد في ظل انعدام القدرة الشرائية لدى معظم الناس؟
الثورة واكبت الشارع واستطلعت الآراء في الأسواق:
*”البالة ” بديلاً رغم الغلاء..
أكدت “ريم” أنها تتوجه إلى سوق البالة لشراء ملابس العيد وغسلها وكويها لترتديها في أول أيام العيد فهي بحاجة للتغيير وبسبب جنون الأسعار فقد ابتعدت عن الجديد الذي لم يعد بمتناول اليد كما قالت وأضافت قميص بسعر عشرة آلاف ليرة يفي بالغرض ويعيد لي رونق وجمال العيد وأشارت إلى أنّ أغلبية الناس تتوجه لسوق البالة لشراء حاجاتهم من ملابس وأحذية في جميع الأوقات وليس قبل العيد فقط
* السوق للفرجة فقط..
“أحمد” شاب عشريني أكد أن السوق” للفرجة فقط ” وليس للشراء فهو لا يستطيع شراء حزام للبنطال فكيف يمكنه التفكير بشراء ملابس العيد ، مضيفاً أصبحت ملابس العيد من المنسيات نشاهد ونراقب الواجهات التي تصيبنا بالذهول من أسعار الملابس متسائلاً إذا كان هناك رقابة أو متابعة على هذه الأسعار الخيالية؟
*الجودة ليست في القائمة..
“أم وسام” لديها ثلاثة أطفال وهي تتجول في الأسواق باحثة عن شي يعجبها بسعره وليس بالجودة مؤكدة أنها فقط تبحث عن شيء جديد لأطفالها فالعيد وكما عهدناه ينتظره أطفالنا بشغف للحصول على كل مايحلو لهم ويدخل الفرح والسعادة إلى قلوبهم وأضافت لايمكنني التبرير لأطفالي فهم لن يفهموا ماالذي أعنيه بغلاء الأسعار وهذا يحمل الأسرة أعباء إضافية نفسية ومادية مضيفةً كل شيء متوفر من ملابس وحلويات ولكن لا نقود للشراء لذلك نبحث عن مايناسبنا رغم أنه لاشيء مناسب في الأسواق مقارنة بما أملك من مال ، حسب قولها
*بورصة وليس غلاء..
“سامر” أكد أن مايشاهده في السوق بورصة وليس غلاء فالأسعار تتغير كل ساعة مضيفاً إن أسعار الحلويات مرتفعة لدرجة لايمكن تخيلها متسائلاً كيف نتمكن من حفظ ماء وجهنا أمام أولادنا وأسرنا وأضاف بتنا نهرب من البيت بحجج واهية حتى لايرى أطفالنا العجز في عيوننا وتصرفاتنا مؤكداً حتى اليوم لم نجهز أي شيءمن مستلزمات العيد سواء ملابس أو حلويات .
*حماية المستهلك هي السبب..
سليم تساءل وبسخرية هل يوجد لدينا مديرية تجارة وحماية مستهلك؟ متهماً إياها أنها السبب في رفع الأسعار فالأسعار خيالية ولايوجد تخفيضات مؤكداً عدم رضاه عن الأسعار ولا عن تدخل حماية المستهلك
وأضاف رفع الأسعار قبل العيد خطة مدروسة (متفق عليها)تتدخل بعدها وزارة التجارة وتطلب خفض الأسعار وهكذا يضرب التجار عصفورين بحجر واحد إرضاء المواطن بالتخفيضات الوهمية كما قال والوزارة عند الاستجابة لطلبها
*التصدير هو السبب الأول..
“عمر فتاحي” أكد أنّ منتجات سورية تباع في بلدان عربية بأسعار أقل من سورية وهو المضحك المبكي بحسب تعبيره متسائلاً ماهذا التناقض ؟ومن المسؤول عن تصدير منتجات أساسية يحتاجها المواطن وهي ضمن الأولويات وليست كماليات .
*حالة السوق ( واقفة )..
“وليد” بائع ألبسة أكد أنّ الحركة سيئة جداً رغم التخفيضات والعروض مؤكداً أنّ حالة السوق (واقفة)فقد اعتاد حسب قوله على الازدحام الشديد خاصة في الأسبوع الذي يسبق العيد أمّا في هذا العام فقد انخفص مستوى حركة الناس إلى الربع ولا يشتري إلا (المقتدر) ومضيفاً (الله يعين اللي مالو حدا يساعدو).
*استطلاع للرأي..
سؤال تم طرحه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ألا وهو :
ماهو رأيك بأسعار المواد الغذائية والالبسة قبل العيد ؟مرتفعة جداً -مقبولة – جيدة
كانت الاجابات ١٠٠%عبر الاستطلاع أنها مرتفعة جداً ولم يحصل الاحتمالين الآخرين على أي صوت إضافة إلى حالة عدم الرضا العامة لدى الناس بهستيريا الأسعار التي تتزامن مع قدوم عيد الفطر بعد أيام قليلة
للتصدير دور في الارتفاع..
وفيما يخص رأي وزارة التجارة الداخليةوحماية المستهلك عن دورها في ضبط الأسعار أكد الدكتور “حسام نصر الله” مدير حماية المستهلك في أنّ الوزارة تقوم بتوجيه دوريات بشكل مستمر بهدف تشديد الرقابة على الأسواق وتكثيف الجولات الميدانية وبمساهمة مباشرة من المديرين والجهات المعنية ولاسيما وزارة الإدارة المحلية والبيئة واللجان المشكلة لهذه الغاية بهدف المتابعة لأسعار كافة السلع في الأسواق
ومطابقتها للنشرات السعرية وذلك من خلال التدقيق بالفواتير المتداولة واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المخالفين
أمّا عن كيفية التدخل من قبل وزارة التجارة للحد من الارتفاع اليومي للأسعار فقد بيّن “نصر الله” أنّ الوزارة تقوم بالتدخل عبر المؤسسة السورية للتجارة وذلك بتوفير مختلف أنواع السلع والمواد ولاسيما الأساسية منها وبسعر أقل من سعرها في الأسواق من ١٠-٢٥%مضيفاً انها بذات الجودة والمواصفات
وفيما يخص التصدير وعلاقته بارتفاع الأسعار كشف مدير حماية المستهلك أنّه وبكل تأكيد هناك علاقة بين التصدير وارتفاع الأسعار مؤكداً أنّ للتصدير دور أساسي في ارتفاع الأسعار نظراً لزيادة الطلب على العرض مايؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على المواد المصدرة منوهاً بأنّ التصدير يدخل ضمن السياسة العامة للدولة وهو من صلاحيات وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية مضيفاً إن معظم مواد التصدير تتم على الفائض بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسواق من هذه المواد.
*ختاماً..
اقترب العيد وليس في اليد حيلة حتى بات الفرح حلماً ورغم وجود أشخاص يتسوقون ويحضرون كل مستلزمات العيد إلا أنّ حالة عدم رضا عامة تغلب على الأمور فالنصيب الأكبر هو للأغلبية الكبيرة من الناس والذين لم يتمكنوا ولو بالحد الأدنى من التحضير للعيد كما جرت العادة ورسم ابتسامة على وجوه أطفالهم و أسرهم مبتعدين في ظل الظروف الراهنة عن أغاني العيد(ياليلة العيد آنستينا) ومكتفين بالأمنيات فقط بتجديد الأمل.