يروى أن شاباً عربياً سورياً تخرج في جامعة باريس باختصاص الفلسفة وحين عاد إلى أرض الوطن في عشرينيات القرن الماضي عمل مدرساً للفلسفة في لواء اسكندرون حيث ولد ونشأ..
ذات يوم وكان الاحتلال الفرنسي البغيض قد وقع على سورية ..دخل مفتش فرنسي
قاعة الدرس حيث كان الشاب يقوم بواجبه وكان درسه عن الحرية والعدالة وهذه المفاهيم..
تجهم المفتش الفرنسي بعد انتهاء الدرس وقال للمدرس ولماذا هذا الدرس ..؟.
رد الشاب : هذا بعض مما تعلمناه في جامعتكم .. فكان جواب المفتش الصادم : تعلمته عندنا فهو لنا وليس لكم…
القصة حقيقية كما يرويها الكثيرون وينسبها البعض أنها جرت مع الراحل زكي الأرسوزي..
بغض النظر عما فيها ومع من جرت فهي واقع لايمكن لأحد أن ينكره ..لقد انتهى عصر الاستعمار المباشر وعمل الغرب على ألف لون ولون من الاستعمار..
استعمار الثقافة والفكر والاقتصاد والتقنيات وغيرها من شتى أساليب التغلغل في العالم والعمل على سرقة موارده ونهبه..
ولا تصدقوا أن الرئيس الأميركي الذي قال : من ليس معنا فهو ضدنا لا تصدقوا أنه يعبر عن أميركا وحدها بل العالم الغربي المتوحش كله..
لقد كشفت حروب واشنطن ومعها الغرب عن أبشع وجوه القهر والاستعباد ..يريدون العالم تابعاً ذليلاً مطيعاً وليس معهم إلى جانبهم بل خلفهم.
وكم كان الرئيس الروسي بوتين موفقاً حين تحدث أمس عن الاستقلال التقني والتكنولوجي عن الغرب..
استقلال عن كل شيء يأتي من هناك ..والحرب العدوانية على سورية كانت الضوء الكاشف لكل عري الغرب..
وها هو الموقف الغربي مما يجري في أوكرانيا يفضح ما تبقى من أوراق توت..
لابد من عالم متوازن الأقطاب تسوده الكرامة ولا يكون بيض العالم كله في سلة الغرب المتوحش.. وهذا ليس ببعيد نعم لابد من الاستقلال بكل شيء والاستعمار المباشر انتهى لكن خبث الغرب ابتكر ألواناً وأشكالاً …لكنها ستلحق باستعماره المباشر وتهزم.