الثورة – غصون سليمان:
تطل الأعياد حاملة معها صبر النفوس، وأنس اللحظات، ولطف الحضور، ورحمة المعاملة بين الناس، لكن بقيت الفجوة قائمة من ناحية تأمين الخدمات وتوفير المستلزمات من غذاء ومحروقات وكهرباء.
لقد بدد الغلاء كل الأحلام التي كانت تقوم بها الأمهات والعائلات من تحضير متنوع لضيافة العيد وشراء الملابس الجديدة وخاصة للأطفال لطالما هم بهجة الحياة وسعادة العمر، ناهيك عن حفلات التسوق التي تستغرق أياماً قبل العيد، فيما اليوم تقلص حجم الفرح في القلوب والوجوه لطالما العين بصيرة واليد عاجزة عن مدها كما يجب إلا عند القلة القليلة من أبناء المجتمع، وممن أثروا في زمن الفوضى على حساب الكثيرين.
وإذا مادققنا بنظرة متفحصة لواقع الحال، نرى كيف أن الانسان السوري بتكوينه النفسي والاجتماعي قادر على خلق مساحات التفاؤل مهما تعثرت الظروف وضغطت عل الأعصاب، فثمة مفاتيح للنوافذ والأبواب تسمح بدخول خيوط الشمس حيث الدفء والضياء.
فالسعادة التي لا تشبه إلا نفسها، يمكن أن نجنيها من أبسط الأشياء والسلوكيات..
في الحي الذي أقطنه لايتوانى الآباء والأبناء والأصدقاء والجيران على ممارسة هواية كرة القدم ولعبة الطائرة والريشة، فيما الصغار ينظرون إليهم بفرح البراءة، يقلدون الحركات والأصوات بلكنتهم اللطيفة المحببة على السمع والرؤية.
انقضى شهر من صيام الفصح المجيد ورمضان المبارك وبقي الأثر نبيلاً في النفوس الزكية التي خشعت للحق وطافت بالحنان ولامست هموم الآخرين وطيبت خواطرهم بصدقات الفعل، لا بالتنظير والمراءاة.
لقد كان التكافل والتعاضد الاجتماعي قيمة مضافة في العمل الانساني ممن مارسه عن قناعة، والذي نحتاجه في كل الأوقات والمناسبات، لطالما يعكس الوجه الحقيقي لسلوك أفراد المجتمع بمختلف توصيفاتهم دون أضواء صاخبة وبرستيج اجتماعي، لأن فعل الخير لا يحتاج إلى” زفة زيطة وزمبليطة ” كما يقال بالعامية، وإنما يحتاج صدق النيات وبسط العطاء والكرم المغطى بالمحبة والسكينة.
كل عام وسورية جيشاً وشعباً وقائداً منتصرة بقوة الحق، لاحق القوة.

السابق
التالي