الدراما الاجتماعية صمام أمان

الثورة – فؤاد مسعد:

يبقى للدراما الاجتماعية المعاصرة ألقها ومكانتها لدى المشاهدين، قد نتفق مع هذا المسلسل أو نختلف، ربما نتابعه بشغف ونقتع بأفكاره كلها أو بجزء منها ونختلف مع بعضها الآخر وفقاً لمفاهيمنا ورؤيتنا للأمور، وفي أحيان قد نراه مجسداً لحال الواقع ضمن إطار درامي مشوق ونتابع من خلاله حكاياتنا وقصصنا إلى درجة نُشبّه فيها شخصياته بأشخاص موجودين في الحياة فعلاً قابلناهم يوماً أو سمعنا عنهم، ولكن طالما أنه يطرح أفكاراً قابلة للنقاش بعيداً عن دس السم في الدسم ويقدم رؤاه وموقفه من الحياة ويحمل رسالة هدفها بشكل أو بآخر البناء ضمن المجتمع ويثير الأسئلة ويعمق من حالة الحوار ويحرّض الفكر، فمعنى ذلك أنه يسير في الطريق الصحيح لتحقيق الغاية المرجوة منه. هناك من نجح في ذلك وهناك من فشل، وتبقى المفاضلة بين الأعمال حول أي منها كان الأقرب إلى المشاهدين وأقنعهم ولامس حياتهم فتفاعلوا معه واستطاع أن يشدهم إليه بكل ما فيه من أحداث.
مما لا شك فيه أنه من الأهمية بمكان أن يأتي الإنتاج الدرامي ملوناً فيكون فيه التاريخي والفنتازيا والخيالي والأعمال التي تندرج ضمن إطار البيئة بما فيها البيئة الشامية إلا أن الدراما الاجتماعية المعاصرة تمتلك سحرها الخاص بكل ما ينطوي تحت عنوانها العريض من أعمال متنوعة المشارب والموضوعات، وعلى الرغم من كل ما عانته الدراما السورية خلال السنوات الأخيرة إلا أن العمل الاجتماعي استطاع المحافظة على مكانته إلى حد بعيد وإن كان بعدد أقل من الأعمال، وشهد الموسم الدرامي الأخير حضوراً لافتاً لعدة أعمال امتلكت عناصر شدت الجمهور إليها حاملة هماً وهاجساً ورؤى، ومقدمة طيفاً من الموضوعات المتنوعة طارحة خطوطاً درامية ارتبطت بالدفء العائلي والعلاقات الإنسانية والقيم الاجتماعية إضافة إلى تسليط الضوء على الفساد وتجارة الأعضاء وتداعيات الحرب التي شنت على سورية وآثارها في النفوس وبين الناس، والعديد من الظواهر الاجتماعية الأخرى.
ويُحسب للأعمال التي قدمت خلال شهر رمضان أنها استطاعت إعادة الاعتبار والألق للعمل الدرامي الاجتماعي العائلي كما هو حال مسلسل (على قيد الحب) إخراج باسم السلكا وتأليف فادي قوشقجي الذي استطاع التقاط تفاصيل من صميم الواقع اشتقنا إلى متابعتها على الشاشة ضمن عمل جاء مًعشّقاً بالمشاعر الإنسانية والدفء والحميمية التي تميزت فيها أعمال سبق وعانقت ذاكرتنا ولا تزال متسمة بالبساطة والسلاسة والعمق ومنتصرة لنبض الحياة الحقيقي في الوقت ذاته. ومن الأعمال التي قدمت ضمن إطار اجتماعي معاصر مسلسل (كسر عضم) إخراج رشا شربتجي وتأليف علي معين صالح الذي تناول موضوعات مختلفة، والأمر نفسه في مسلسل (مع وقف التنفيذ) إخراج سيف سبيعي وتأليف علي وجيه ويامن الحجلي الذي رصد موضوع الفساد من زاوية أخرى وبرؤية مختلفة متلمساً تفاصيل وعلاقات وصراعات ما بعد الحرب على سورية وما تركت من انعكاسات وتداعيات في النفوس.
ضمن الإطار العام تبقى الدراما الاجتماعية المعاصرة التي تحترم عقل المتلقي عبر ما تطرحه من موضوعات وأفكار صمام أمان لقربها من المشاهدين ومشكلاتهم وهمومهم، تلامس شخصياتهم دون أن تقع في فخ الاغتراب عن الواقع الذي سبق وسقطت فيه العديد من الأعمال. قلنا ونقول مرة أخرى إن هناك معيناً كبيراً اليوم من الأحداث وسط مجتمع يعيش مجموعة من التحولات والإرهاصات يحتاج إلى دراما تغوص إلى العمق لتنبش من الحياة الاجتماعية المعاصرة حكايات تكون أكثر التصاقاً بالناس وأكثر حرارة وجرأة وواقعية لتمارس دورها التوعوي والتنويري، وبالنتيجة هي دعوة لتعود الدراما الاجتماعية المعاصرة إلى الواجهة بقوة بعدد أكبر من الأعمال الجادة التي تحمل هماً حقيقياً وهاجساً إبداعياً فتكون لسان حال الناس وتساهم في عملية البناء.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق