يحتل انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 في العالم حيزاً كبيراً من اهتمامات الدول، إنه فيروس يستهدف جسم الإنسان فقط وقد يؤدي إلى قتله، ولأنه سريع الانتشار فمواجهته لا تكون إلا بالوعي المجتمعي الذي يشكّل ركيزة أساسية للسيطرة على الوباء وتقليل معدل انتشاره.
أفادت منظمة الصحة العالمية مؤخراً بأنه على الصعيد العالمي تستمر حالات الإصابة بكوفيد-19 المبلغ عنها والوفيات الناجمة عن الفيروس في الانخفاض، مع تسجيل الوفيات الأسبوعية عند أدنى مستوياتها منذ آذار، وبالرغم من هذا الانخفاض إلا أن المنظمة دعت إلى توخي الحذر بعد ظهور متغيرات جديدة. وهذه علامة أخرى على أن الجائحة لم تنته بعد.
فقد حذر مدير عام المنظمة أن ثمّة زيادة في الحالات المبلغ عنها في الأميركيتين وأفريقيا بسبب المتحوّرات الفرعية لـ “أوميكرون”، حيث أبلغ العلماء من جنوب أفريقيا- الذين حدّدوا أوميكرون في أواخر العام الماضي- عن متغيرين فرعيين آخرين، كسبب لارتفاع الحالات هناك.
إن التأكيدات المستمرة من قبل المنظمة والسلطات الصحية في جميع البلدان تشير إلى أن التطعيم يظلّ وقائياً ضد المرض الشديد والوفاة، فهو أفضل طريقة لحماية الناس، جنباً إلى جنب مع اتباع تدابير الصحة العامة والاجتماعية التي تم اختبارها وتجربتها، والتشدد على أن تطعيم ما لا يقل عن 70 في المائة من سكان كلّ بلد – بما في ذلك 100 في المائة من الفئات الأكثر عرضة للخطر- هو أفضل وسيلة لإنقاذ الأرواح، وحماية النظم الصحية وتقليل حالات كوفيد- 19.
فيروس كورونا المستجد قد يحصد أرواح آلاف الأشخاص في حال انخفاض نسب التطعيم وغياب أي تدابير وقائية للحدّ من انتشاره، وبالتالي المرافق الصحية ستعجز عن استيعاب أعداد المصابين، ولا سيما في العناية المركزة، ومن هنا نتحمل جميعنا مسؤولية الحدّ من انتشاره، ويجب أن نكون جزءاً فاعلاً وشريكاً في التصدي لانتشار الفيروس وانتقال العدوى وبالتالي حماية أنفسنا ومجتمعنا، لأننا نريد أن نكون آمنين قدر الإمكان وأن نفعل ما بوسعنا للمساعدة على إيقاف الفيروس.