ما يجعلك سعيداً في الحياة أن تكون مفيداً للآخرين ،هو قانون وجداني يخضع للعواطف النبيلة ..فما تؤثره الحكمة من مضامين جوهرية ناتجة عن خبرة الأفراد والجماعات أسقطتها الشعوب في سلوكها على بعضها البعض ،لاسيما القيم والضوابط المجتمعية عبر الزمن.
فالسعادة إحساس داخلي وشعور نفسي عابر لكلّ التوظيفات الفكرية الايجابية والسلبية ..لكن الايجابية هنا تتقدم خطوات لطالما سلكت طريق الخير والفعل الحسن والإحساس بالآخر.
لعلّ جوهر السعادة يتجسد بمعادلة بسيطة جداً لكنّها من الدرجة الممتازة ، مفتوحة على الدوافع والأسباب التي تبلسم جرحاً وتطوي صفحات من الأذى المعنوي والمادي.
كن مفيداً للآخرين عبارة يقصد فيها ضمير الجماعة الذي يبنى عليه آمال وأحلام كثيرة في رحاب الأمنيات والرغبات. أن يكون كلّ منا نافعاً للآخر ولو بالكلمة الطيبة ،وتقديم المساعدة مهما كانت صغيرة بأشكالها كلّ حسب قدرته وإمكانياته ،فقد يسند الحصى الصغير جداراً عالياً، والعبرة ليس بالحجم بقدر ماهي بالتوظيف الصحيح لمكانها في أي بناء.
ما أحوجنا اليوم إلى جبر الخواطر من نافذة السعادة المستدامة في النفس البشرية وهي تطوف بهمزات الوصل بين الشرايين لترسم ابتسامة حيث يجب أن تكون قولاً وفعلاً وإحساساً. وما رضا النفس إلا بإسعاد الآخرين ممن يستحق.