الثورة – تحليل راغب العطيه:
في سيناريو مشابه لما تمارسه في سورية تواصل الولايات المتحدة الأميركية تدخلها السافر في الشأن الأوكراني، مقدمة كل أشكال الدعم العسكري لنظام كييف النازي بهدف إطالة أمد الحرب واستنزاف روسيا، الأمر الذي اعتبرته موسكو تدخلاً أميركياً مباشراً في العمليات العسكرية ضد بلادها، وأنه يجب محاسبة القيادة الأميركية على ذلك.
ويعد التدخل بشؤون الدول الأخرى ذات السيادة وإشعال الحروب ونشر الفوضى علامة أميركية فارقة، وتجند واشنطن لهذه الغاية تنظيماتها الإرهابية والدول التي تأتمر بأمرها، وفي مقدمتها الدول الأوروبية.
وفي جديد سياسات البيت الأبيض الهدامة التدخل المباشر إلى جانب نظام كييف، وتشجيعه على ارتكاب المزيد من الجرائم النازية من خلال فتح مستودعات الأسلحة الأميركية والأوروبية على مصراعيها له، بالإضافة لدعمه بالمدربين والخبراء العسكريين.
ويجسد هذه السياسة العدائية ضد روسيا بشكل واضح الطلب الذي تقدم به الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر الشهر الماضي إلى الكونغرس يطلب فيه الموافقة على 33 مليار دولار كمساعدات طارئة إضافية للحرب في أوكرانيا، وصفها مسؤول أميركي كبير بالمساعدات العسكرية والأمنية الهائلة، فنحو ثلثي المبلغ وهو 20 مليار دولار مخصص لمساعدات عسكرية تشمل أسلحة وذخائر.
ويؤكد طلب بايدن الذي يزيد حجمه عن ضعف حجم الحزمة البالغة 13.6 مليار دولار التي وافق عليها المشرعون ووقعها الرئيس الأميركي الشهر الماضي، كيف تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لصراع مستمر وطويل في أوكرانيا، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
وكان بايدن أعلن في 13 نيسان الماضي تقديم مساعدات عسكرية جديدة تتضمن معدات ثقيلة لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار.
واللائحة التي نشرها البيت الأبيض مؤخراً والتي تضمنت كمية كبيرة جداً من المعدات العسكرية والأنظمة الدفاعية والهجومية تختصر الرغبة الأميركية ومعها الأوروبية بالاستمرار في تسعير نيران الحرب في أوكرانيا.
وكان المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي قد أعلن أن بلاده قامت بتدريب أكثر من 200 جندي أوكراني على استخدام مدافع هاوتزر الأميركية، مؤكداً أن 150 آخرون يواصلون تدريباتهم في الوقت الراهن.
وأكدت العديد من التقارير الصحفية الأميركية في هذا السياق أن أكثر من 20 رحلة جوية من 7 دول وصلت إلى شرق أوروبا محملة بالأسلحة والمعدات بما فيها صواريخ وألغام وذخائر أسلحة صغيرة وغيرها بهدف نقلها إلى كييف، في وقت أعلن فيه الإليزيه بعد اتصال بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن فرنسا سترسل مزيداً من المعدات العسكرية وما سمتها بالمساعدات الإنسانية لأوكرانيا.
ولم يقف الدعم الأميركي إلى هذا الحد، بل حتى زوجة بايدن “جيل” دخلت على الخط معتزمة زيارة رومانيا وسلوفاكيا للقاء نازحين أوكرانيين في إشارة جديدة على دعم بلادها لنظام كييف.
وقال مكتب “جيل”: إنها ستزور رومانيا وسلوفاكيا في الفترة من 5 إلى 9 أيار للاجتماع مع عسكريين أميركيين وموظفي السفارة وآباء وأطفال أوكرانيين نازحين وعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية ومعلمين.