دمشق _ الثورة :
ان تقرأ بعضا من محطات حياة منذورة للعمل والعطاء وتمضي وانت تبحر مع قصص النجاح التي لم تكن دروبها مفروشة الا بالعزم والاصرار، يعني ذلك انك تقرأ تاريخا من الثقافة والفكر والأدب والعطاء..
تقرأ صفحات من تاريخ سورية الحضاري ليس اختزالا بشخص او اشخاص، إنما يعني ذلك ان ترى ملامح الدرب وتعي تجربة الفعل الذي لم يتوقف وان الوطن هو الغاية الاسمى.
الدكتورة نجاح العطار المبدعة والمفكرة تفرد كتابها الأخير الذي صدر عن الهيئة العامة للكتاب للكثير من محطات حياتها التي أنجزت ما قل نظيره وكله في الوطن وللوطن الذي حملته معها الى الغربة حيث رحلة الدراسة في بلاد البرد والصقيع، لكن دفء الايمان بالغاية الكبرى كان السمت والهادي..
الدكتورة نجاح في كتابها هذا تروي حكاية ليست كما اعتدنا، صحيح انها أوراق شخصية لكن الأكثر صحة انها صفحات وطن …بدءا من الأسرة المتميزة ونضال الزوج إلى الدراسة وكشف أعماق المجتمع الغربي وما فيه، إلى الجامعات إلى حلقات البحث..إلى العودة إلى الوطن وقراءة صفحات من تاريخه اخفاقا وإنجازات.
أوراق شخصية
صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
كتاب (أوراق شخصية في بريطانيا والوطن) للدكتورة نجاح العطّار.
(المناضل الجاد أو المواطن الواعي هو ذلك الذي يحمل إيماناً بأمته يجعله جديراً بالانتماء إليها، وإيماناً بعدالة قضيته يجعله قادراً على التضحية بحياته في سبيلها، وعلى النضال الطويل دونما تعب أو ملل لأجلها.
وشدّ ما يبئسني أن أجد أقل الناس عملاً لقضية الأمة أكثرهم وساوس وأشدهم سوداوية في تقدير المعطيات الجديدة لواقعها، وأنشطهم في رصد الأوهام وتقبلها.
من داخله قد يؤتى الإنسان، ومن أجهزة الدعاية المضادة أحياناً، وإلا فلماذا – كما قال مسؤول كبير – تذيع علينا إسرائيل بالعربية؟ ومن أين لصوت أمريكا ولندن هذا الاهتمام “بتتبع” أنبائنا، و”التعليق” عليها، بصيغة الدس أحياناً وصيغ التخويف أو التهديد الصريح أحياناً أخرى؟
أنا أعتقد أن جزءاً أساسياً من نضالنا الفكري، في هذه الأيام، يحسن توجيهه إلى محاربة هذه العقليات الجزعة التي تحسب أن النصر ثمرة خوخ ناضجة لا تحتاج إلا إلى يد كسول تمتد لقطافها، كما يحسن توجيهه للتوعية، ولخلق المناعة الذاتية ضد كل هذه السموم التي توسوس بها الإذاعات.
رؤانا يجب أن تبقى مستقبلية، مستمدة من إنساننا العربي الذي نؤمن بإمكاناته وطاقاته وعظمته، ومستمدة من شباب على خط النار يتحدون العدو والطبيعة القاسية، ويواجهون الحديد والنار والموت، ولا يمارسون ما يمارسه بعضنا أحياناً من وراء مكاتبهم المدفّأة، من ثرثرة وجزع وعطالة عن العمل المفيد المنتج.
غير أنه من العلامات الطيبة أن الجزعين – ولو عن رغبة في التسريع – هم أنفسهم غير قانعين بجزعهم، وأنهم لا يشكلون في حياتنا سوى ظاهرة عابرة لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات أو أمة من الأمم…
أنا لا أدينهم، ولكنني أعاتبهم، وما أتمناه هو أن يفتحوا قلوبهم للحياة وللشمس.)
الكتاب رواية شائقة تعرف أبطالها اليوم ولكنك لم تكن تعرف كم هو حجم العمل الذي جعلها مدونة وطن خالد …قصص كثيرة لايمكن لعرض بسيط أن يلم بها تحتاج إلى الكثير من القراءات ..انها صفحات من سيرة حياة منذورة للوطن.. الأمل للعمل
كتاب (أوراق شخصية في بريطانيا والوطن) للدكتورة نجاح العطّار، يقع في 236 صفحة من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.