يحكي التاريخ عادةً حياة الشعوب وما تمر به من أحداث هامة، وتاريخ سورية دَوَّن بطولات أبنائها ضد أعدائها منذ الخليقة الأولى، مروراً بالاحتلال وصولاً للإرهاب، من ضحوا لأجل حريتها وعزتها، كواكب شهدائها منارات تضاءُ من الأُسَرِ السورية كلها تروي تاريخ أجدادهم.
الشهادة ذمة الذمم وقيمة القيم.. سمو للعلا ما بعده سمو، تتوارثه الأجيال وتفخر به، لكن عندما يستهان بالوطن، لا يبقي قيمة ولا يذر.. وحين تتفاقم مواسم الخيانة تهدر سمة الشهادة، يستباح دم الشهداء.. وتضيع قيم الأحرار، لأن التواكل والتراخي والممالأة تعني ضياع الوطن وأهله.
خصص يوم للشهداء، ليكون عيداً يخلد مكرماتهم، ويثبت اعتزاز الوطن بهم وأسرهم ترسيخاً لقيمة عليا تشحن نفوس الشباب، وتكرس حالة الانتماء لأصول كل أسرة منها شهيد. وهذا فخر الأُسر السورية كلها، أصولها وفروعها إلا ما ندر. في كل دار سورية كل يوم عيد للشهداء. ألف السلام على أرواحهم أبدا.. بدمائهم كتبوا للنصر شمس غدٍ، كما كتبه الأسلاف معتقداً..
الحرب الروسية الأوكرانية فرضتها غطرسة الغرب، وأمريكا تحديداً بسبب إصرارها على أن تكون الوحيدة المتحكمة بحياة الشعوب ومصائر الأمم. كان لابد من كسر شوكتها. حين حاولت التطاول لتكوِّن خاصرة رخوة لروسيا في أوكرانيا، تجعل من السهل النيل منها.. ولأن روسيا الوريث الشرعي للاتحاد السوفييتي، لم تسمح أن تبقى أراضيها الطبيعية تحت نير الأمريكي.
دخلت روسيا الحرب وهي تمتلك مقومات النصر، طال أمدها ضد النازيين الجدد؛ بسبب دعم أمريكا لهم، وبعض الدول الغربية التي مازال حبل الكاوبوي المتوحش يتحكم برقبتها. الروبل الروسي سلاح ردع في الحرب ضد الدولار حين فُرض على من يحتاج الغاز والنفط الروسي.
أصبح الروبل مؤثراً على الاقتصاد العالمي، ضد هيمنة دولارهم المتحكم في لقمة الشعوب، عبر العقوبات المفروضة على الدول؛ التي تحاول أمريكا بناء مصالح ثابتة لها فيها، اقتصادياً بسرقة خيراتها، وعسكرياُ بإنشاء قواعد لها فيها. إلى أن ظهر الذكاء الروسي منارة لعالم جديد
الذكاء الروسي يسعى لرسم عدالة دولية، من خلال قراءته لموازين القوى بفضح المختبرات البيولوجية، يدعمه حلفاؤه، وأهمهم الحليف السوري الذي مهد له قبل أعوام لاسترجاع قوته، تحت قبة الأمم المتحدة بشكل مميز مع الصين، حين أطاح بالفيتو خصومه وأعداء سورية في مجلس الأمن، بوتين المسكون بعشق روسيا، كما الأسد بعشقه لسورية، يردان اعتبار بلديهما.
منارة المقاومة الفلسطينية تضيء دوماً بأحداث جديدة. فالعمليات الوطنية ضد المحتلين تنتشر في أكثر من مكان في الأرض المحتلة، ما يوقع الرعب، ويزرع الهلع في نفوس المستوطنين، كما يزرع الصهاينة المتفجرات؛ في بيوت الثائرين عليهم، لهدمها أمام عيون أصحابها. تخيب ظنون المحتل من يأس أصحاب الأرض أمام ردود المقاومين. ما جعل ساستهم ومفكريهم يقرّون بأحقية الفلسطينيين في أرضهم التاريخية. ويخشون عدم الوصول لعامهم الثمانين فيها.
قناعة أصبحت اليوم راسخة لدى الصهاينة في فلسطين أنهم يلفظون أنفاسهم ما قبل الأخيرة. وأنه لا صلح من الفلسطينيين معهم، ولا تفاوض ولا قبول بالاعتراف المجزوء من فلسطين. بل لابد من تحرير كامل الأرض من النهر إلى البحر، وحق العودة لا مساومة عليه من خارج حدودها أو داخلها. وعلى العالم كله أن يعترف ويثق بهذه الحقيقة التي تثبتها الأيام المتلاحقة..
تضيء منارات أقلام حبرها من دم الشهداء، كل مفردة تخطها؛ رصاصة في صدر عدو، خائن أو فاسد، هانت عليه قضية شعبه، أو استمرأ تبعيته لعدوه، متخلياً عن حقه وحقوق أمته. تضاء منارة نهضة الشعوب والأمم، من كل مؤمن مُعتقده يقيناً أن ثمن المقاومة أقل كلفة من الخنوع والتخلي عن الحقوق. كل قطرة دم وكل موقف وكلمة شرف منارة تُضيء طريق الأجيال..