يطلق معظمنا ويردد مقولة “الوقاية خير من العلاج” والتي تناسب جميع المجالات، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والتربوية وغيرها ، وذلك لفعالية ما ذكر على مختلف الأصعدة.ومهما كان ثمن إجراءات الوقاية كبيراً فهي أقل بكثير من تكاليف العلاج، وثمرتها أكبر من ثمنها .
هنا يبدو الحديث عن عنوان زاويتنا لهذا الأسبوع (المتابعة )مثمراً ،ففي الإعلام يوصي أصحاب الخبرة أن أهمية تحقيق سبق صحفي في خبر مفاده مثلاً إنجاز أو كشف عن فساد، مرتبط بمتابعة الإعلامي لتفاصيل هذا الخبر فيما بعد وترقب لإجراءات الحلول والتوصيات وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع، والسؤال والاستفسارمن المعنيين ،والإحاطة بجوانب القصة الخبرية كلها ،وفي مجال الصحة لافائدة في علاج الطبيب إن لم يتجرع المريض الدواء بحذر ودقة ووفق إرشادات الطبيب الذي يجب أن يتابع حالته حتى الشفاء الكامل .
وتغدو أهمية المتابعة الأسرية أكثر ضرورة إذ لايمكن للآباء تغيير سلوك طائش أو فوضوي أوعادة سيئة أو مزعجة تتملك الأبناء إلا بالمتابعة وكذلك الأمر بالنسبة لدراسة الأبناء والتي تشكل هاجساً يؤرق الآباء والأمهات، وغير المقصود بالمتابعة هنا المراقبة والملاحقة ورصد حركات الأبناء بالنقد السلبي واللوم ،وتوجيه الأوامر والنصائح بلغة الوعيد و التهديد .
أيام قليلة تفصلنا عن امتحانات طلابنا ،وعلى الأهل متابعة أبنائهم بالرفق واللين وحقنهم بفيروس الثقة بالنفس والاستقلالية والدافعية،وإعلان استعدادهم للتعاون معهم في وضع جدول زمني مرن للدراسة ،وترسيخ المعلومة في الذاكرة من خلال التسميع ،ولاحاجة امتحانية تفرض إعلان حالة الطوارئ والاستنفار الأسري.