الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
أفاد تقرير حديث نشرته صحيفة الأخبار الأوكرانية Ukrayinska Pravda ، نقلاً عن مسؤولين من مكتب الرئيس الأوكراني، أن المحادثات بين أوكرانيا وروسيا قد توقفت بسبب الضغط الذي مارسه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال زيارته المفاجئة إلى كييف في 9 نيسان.
وبحسب التقرير، جاء جونسون إلى كييف في زيارة مفاجئة على ما يبدو “للتعبير عن تضامنه” والإعلان عن مساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، ومع ذلك، خلال لقائه مع زيلينسكي، طلب جونسون منه عدم مواصلة المحادثات التي كانت جارية في تركيا.
تغير موقف زيلينسكي العلني من المحادثات مع روسيا بشكل كبير بعد هذه الزيارة، بالرغم من أنه كان قد أعلن قبل أيام قليلة فقط منها أنه لا بديل عن المحادثات مع روسيا. وكان قد أعلن ضرورة إجراء المحادثات حتى وسط الغضب الدولي بشأن عمليات القتل الجماعي المزعومة في بوتشا.
خلال الجولة الأخيرة من المحادثات الفعلية بين البلدين في اسطنبول في أواخر آذار، صرحت روسيا أن أوكرانيا مستعدة للنظر في مطالبتها بالحياد الأوكراني، وأكد المسؤولون الروس أيضاً أن هناك محادثات بشأن اجتماع محتمل بين زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكانت روسيا قد قالت في وقت سابق أن المحادثات توقفت بسبب الضغوط الغربية، كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أواخر نيسان أن أوكرانيا اتخذت قراراً بوقف المحادثات بناء على نصيحة “زملائها الأمريكيين والبريطانيين”.
وكان بوتين قد أعلن عن “الجمود” في المحادثات وقال إن الغرب، بدلاً من إيجاد حل للصراع، كان يؤجج الحرب بهدف إطالة أمدها على حساب الشعب الأوكراني.
كما أدى دعم الناتو المستمر من خلال إمدادات الأسلحة إلى تشديد موقف زيلينسكي العلني من المحادثات، وأعلن أن المحادثات مع روسيا لن تستأنف إلا بعد انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا بالكامل و”عودة” جميع الأوكرانيين الذين تم إجلاؤهم إلى روسيا.
أعلنت روسيا بالفعل أنها لن توقف عمليتها العسكرية أثناء المحادثات وأن التزام أوكرانيا بالحياد سيكون ضرورياً لأي محادثات ذات مغزى.
وفي 7 أيار، احتفلت حملة أوقفوا الحرب ومقرها المملكة المتحدة بـ “يوم دولي للعمل من أجل السلام في أوكرانيا” للمطالبة بالاستئناف الفوري للمحادثات بين الأطراف.
وقد أكدت منظمة الحملة ليندسي جيرمان في بيان أن “الحكومة البريطانية أصبحت عقبة أمام السلام في أوكرانيا من خلال تشجيعها على استمرار الحرب من خلال شحنات أسلحة ضخمة وخطاب حارق”. وقالت إن الصراع في أوكرانيا “يتطور إلى حرب بالوكالة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي”، وهو ما سيكون له تداعيات على الشعب الأوكراني، حسبما أفادت “كومون دريمز “.
كما تم اتخاذ مواقف مماثلة من قبل مجموعة CODEPINK المناهضة للحرب في الولايات المتحدة ، والتي شككت في تمويل إدارة بايدن لأوكرانيا وعدم وجود مبادرات من أجل السلام، كما وصفت الحرب في أوكرانيا بأنها “حرب بالوكالة”.
لقد أعربت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو عن أن الهدف من مساعدتهم العسكرية والمالية لأوكرانيا هو رؤية روسيا مهزومة، في مؤتمر بالفيديو مع زيلينسكي يوم الأحد ، 8 أيار، تعهدت دول مجموعة السبع، جميع أعضاء الناتو باستثناء اليابان، بـ “عقوبات منسقة” ضد روسيا، كما تحدثوا عن التخلص التدريجي من اعتمادهم على الطاقة الروسية وكسر جميع الروابط العالمية الحالية للبنوك الروسية.
وفي بيان مشترك بعد الاجتماع، تعهدت دول مجموعة السبع بعدم السماح لروسيا أبداً “بالفوز في الحرب ضد أوكرانيا” ووعدت بمزيد من المساعدة العسكرية لها، وزعموا أنه تم بالفعل التعهد بتقديم 24 مليار دولار أمريكي لأوكرانيا من قبل المجتمع الدولي.
كما وعدت المملكة المتحدة بتقديم مساعدات جديدة بقيمة 1.6 مليار دولار أمريكي، مما رفع إجمالي مساعداتها إلى أكثر من 3 مليارات دولار أمريكي. وكان جونسون قد أعلن عن مساعدات بقيمة مليار دولار خلال زيارته في 9 نيسان.
قدمت الولايات المتحدة وحدها أسلحة بقيمة 4 مليارات دولار لأوكرانيا، وتسعى إدارة بايدن للحصول على مساعدة إضافية لها بقيمة 33 مليار دولار أمريكي، منها 20 مليار دولار أمريكي للأسلحة والمساعدات العسكرية.
لقد فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو بالفعل جولات مختلفة من العقوبات السياسية والاقتصادية على روسيا. وأعلنت واشنطن، فرض عقوبات إضافية على وسائل الإعلام والمصارف الروسية. ووعد أعضاء الناتو بمزيد من العقوبات ضد روسيا في المستقبل.
وفقاً لتقرير شينخوا ، بدلاً من تشجيع الجانبين على التغلب على الصعوبات ومواصلة المحادثات لتحقيق “نتائج سلمية”، واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها “تأجيج النيران وتضخيم الصراع الإقليمي والصيد في المياه المضطربة”، والمخاطرة بحياة الملايين من أجل مصالحهم الضيقة.
المصدر: Global Research
