لم يحضر اسم حلف عبر التاريخ بما يحمله من تاريخ أسود كما هو الناتو الذي كان منذ إعلان تأسيسه نقطة تحول نحو ممارسة العدوان المنظم برعاية وقيادة أميركية.
اخترع الأعداء وسلط عليهم وسائل إعلامه وتضليله وأشعل الحرائق في العالم حيث استطاع ليعمل رجل إطفاء يؤجج باسم التدخل ويمضي إلى نقل النار إلى أماكن أخرى تحددها له واشنطن .
صحيح أن الولايات المتحدة واحدة من عشرات الأعضاء فيه لكنّها رأس الجوقة والموجه له بل قوة الحلف أساساً تقوم على قوة واشنطن .
ولا يملك الحلف مهما حاول الظهور بانه ليس خاضعاً تماماً لسيطرة واشنطن لا يملك أن يفرّمن الحبل المربوط به ..
بل لا يريد أن يفعل ذلك ..وما يجري في أوكرانيا دليل على أن الغرب الاستعماري يتوق لتفعيل وتنشيط روح العدوان بأساليب جديدة وأن يعمل على محاولة الإحاطة العالم بفكي كماشة …وإلا ما الذي يجعل بعض الدول فجأة تتقدم بطلبات انضمام للناتو ..وما التهديد الذي يطولها؟
إنها روح العدوان التي تؤججها واشنطن وتقودها إلى حيث لا أحد يدري نتائجها.
وبكلّ الأحوال أن تمدد الناتو ليس وليد اليوم وهذه الخطوات كان يتم العمل عليها منذ فترة من الزمن وحين انكشفت ألاعيب واشنطن في أوكرانيا وما تجريه من تجارب في المختبرات تعرى كلّ شيء وباتت البوصلة واضحة..العالم مستهدف من قبل واشنطن و لا بأس عندها أن تدير حروبه هي ومن خلال الدول التي لا تخرج من دائرة التبعية سواء أكانت رسمياً داخل الناتو أم لم تكن.