كتبت ريم صالح:
عندما تتحدث أنظمة أوروبية استعمارية عن معاناة السوريين، وعندما تنصب نفسها ناطقاً باسمهم، وعندما تعقد من أجل ذلك ما يسمى بمؤتمرات بروكسل، وأخرها النسخة السادسة تحت مسمى “دعم مستقبل سورية والمنطقة”، فحالها هنا كمن يقتل السوريين، ويدعي الحرص على حياتهم، حيث تتحمل تلك الأنظمة الاستعمارية، مع نظام الإرهاب الأمريكي، مسؤولية كل الإرهاب، والإجرام، والتجويع، والحرب الظالمة التي تشن على السوريين.
ولكن قد يتساءل سائل.. لماذا مؤتمر بروكسل، وما الغاية الحقيقية منه؟، هل هو فعلاً يخدم السوريين في شيء؟، وما هي أجنداته الموضوعة على سلم تلك الأنظمة التي ترعى هذا المؤتمر وتحتضنه؟.
اقرأ من ملف الأسبوع
مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة
لا يوجد غذاء مجاني.. هكذا يقول المثل، وأيضاً في الحياة لا يوجد شيء عبثي، أو محض الصدفة البحتة، وإنما لكل دور مرسوم في دوائر أجهزة الاستخبارات العالمية، ومؤتمرات بروكسل وتبعاً لما سبق وقلناه، فإن الشيطان إنما يكمن في تفاصيل توصياتها، أي تلك المؤتمرات، وفي ثنايا جزئياتها، ولاسيما المادية منها.
ففي كل عام يجتمع متزعمو أنظمة الانقياد الأوروبية في بروكسل، دون أن ننسى عرابهم الأمريكي، يدعون أن هدفهم إنقاذ السوريين، يثرثرون، يلتقطون الصور التذكارية، يسردون روايات هوليودية، هي محض افتراء بحت، ونتاج لمخيلتهم الاستعمارية المريضة، وتجسيد فعلي ميداني لإيعاز الأمريكي لما يريده من الدولة السورية من تنازلات على الطاولة السياسية، هي والمستحيل صنوان لا ينفصلان، ويستمرون على هذا المنوال، ربما على مدار ساعات، وربما أيام، وصولاً إلى جمع مليارات الدولارات، وهذه المليارات لا يخفى على أحد وجهتها الحقيقية، صحيح أن العنوان العريض هو مساعدات إنسانية للسوريين، ولكن من هم السوريون المقصودون غربياً بهذه المساعدات، بالطبع هذه المساعدات قولاً واحداً هي لإرهابييهم، وعوائلهم في الميدان، كيف لا وهم من ينفذ املاءات تلك الأنظمة الغربية الاستعمارية على الأراضي السورية؟، كيف لا وهم أدوات ودمى متحركة تتحرك كيفما ارتأى مشغلوها، والمستثمرون فيها.
اقرأ من ملف الأسبوع
كرنفال للأقنعة.. والراقصة الأميركية في مسرحية المانحين
الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومانحون للإرهاب الدولي تعهدوا بتخصيص مساعدات بما يزيد عن 5 مليارات دولار لدعم ما سموه الشعب السوري خلال مؤتمر بروكسل بنسخته السادسة، حيث أعلنت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة عن تخصيص بلادها 800 مليون دولار ، بينما أكد مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في كلمة له خلال المؤتمر إن المفوضية تعهدت بتقديم 3 مليارات دولار ، كما تعهدت ألمانيا في هذا الخصوص بتقديم أكثر من مليار و300 مليون دولار، كل هذه الأموال ستذهب حكماً لدعم الإرهابيين في سورية، ولتسليحهم، ولإمدادهم بجرعات أوكسجين ميدانية إضافية تجعلهم قيد الاستثمار المستمر، وقيد الجاهزية التامة حين الطلب الأمريكي والأوروبي، ولكن الدولة السورية، وببندقية الجندي العربي السوري ستعيد كل من علا بسقف أوهامه إلى حجمه الطبيعي.
ومن المؤكد أن مؤتمر بروكسل الأول، أو الثاني، أو الثالث، أو السادس، أو حتى المليون لن يغير من خارطة الدولة السورية ولا من حقيقة انتصارها المدوي.