ليس موضة قديمة!

ثمة علاقات يعيشها الإنسان، تكون كاشفة أكثر من غيرها، تكشف درجة وعيه وإنسانيته، كعلاقة الأبناء بالآباء والتي أوصت بها الأديان فكادت تقترب من درجة القدسية.

فهي تحمي المجتمع وتجعله أكثر تماسكاً، وتلف العلاقات الأسرية بكافة أنواعها بإنسانية تجعل الحياة أفضل وتكون عاملاً لتذليل الصعوبات، هنا يصبح بر الوالدين ليس خياراً.

قبل شهر من اليوم، كنت باكراً في دار السعادة للمسنين لأشارك في وداع صديقي الذي توفي هناك، بانتظار الجنازة، التقيت سيدة، بادرت بتحيتها وسؤالها عن صحتها وإقامتها بالدار، حمدت الله وشكرت فاعلي الخير، عندما سألتها عن أبنائها وأحفادها، بادرت لسرد مبررات لكل منهم ومنهن، بأن ظروفهم صعبة وزيارتها مكلفة، فهي لا تعتب عليهم لقلة زيارتها.

حالة هذه الأم ليست نادرة، لجهة بقائها وحيدة ،الكثير من الآباء تركهم الأبناء بسبب ظروف الحرب أو للبحث عن فرص حياة أفضل في بلدان أخرى، لكن هناك أبناء ابتعدوا عن أمهاتهم وآبائهم بحجج واهية، منها ما ذكرته تلك الأم المسنة بأن الظروف صعبة، ومنها اختلاف الأجيال، أقول حججاً واهية لأن بر الوالدين رحمة، ألم تقل الآية الكريمة: “رب ارحمهما كما ربياني صغيراً”.

أما إن كانت الحجة عند الأجيال الجديدة الاستقلال، والابتعاد عن الأسرة الكبيرة، فهذه أيضاً حجة لإخفاء أنانيتهم، لأنهم يأخذون ما يريدون من دون أن يقدموا ماعليهم، وهنا يصبحون عاقين وعاقات.

تدرك التجربة الإنسانية أنانية الأبناء، فأوصت الأديان ببر الوالدين، وتحدث علماء الاجتماع والنفس عن أهمية وجود العائلة بحياة الصغار، وعن مدى الدعم النفسي والعاطفي الذي ينقله الأجداد للأحفاد، ما يجعل العقوق ضاراً ليس للآباء وإنما للأحفاد أيضاً.

إن بر الوالدين قيمة إنسانية لا تسقط مع الزمن، وهي ليست موضة قديمة لتستبعدها الحداثة، إنها كحليب الأمهات تزيد الجسم مناعة والعاطفة قوة.

أعود للآية الكريمة “رب ارحمهما كما ربياني صغيراً”.

 

 

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان