يوم واحد فقط كان الفترة الفاصلة بين صدور القرار المتعلق بإجراء اختبار مركزي في مادتي اللغة العربية والرياضيات لصفي الثاني والسادس لمرحلة التعليم الأساسي لهذا العام، وما بين طي هذا القرار من قبل التربية بعد ما أحدثه من فوضى وإرباكات مختلفة للمدارس، لكون القرار جاء في وقت متأخر من العام الدراسي وفي غير توقيته المناسب، حيث صدر قبل الامتحان النهائي بيومين.
فالمدارس في مختلف المناطق والمحافظات كانت قد أعلنت برامجها الامتحانية للصفوف الانتقالية وطبعت الأسئلة المتعلقة بمجمل المواد الدراسية المعتمدة للصفوف بما فيها الصفان الثاني والسادس الأساسيان ولجميع المواد، إضافة لانقطاع طلاب كثر عن الدوام تحضيراً للامتحانات، ما جعل مدارس عدة تعيش في حالة مربكة حين صدور القرار، لكون ذلك سيتطلب تغيير البرنامج الامتحاني لهذين الصفين، وكذلك هدر وإتلاف لأوراق الأسئلة التي طبعت لمادتي اللغة العربية والرياضيات لهذه الامتحانات.
واللافت في الأمر، على أهمية إجراء اختبار مركزي من الوزارة لمادتين مهمتين، هو التأخير في صدوره، فأين هي الخطط الدرسية المعتمدة والمدروسة من قبل مختصين لتناسب سير عام دراسي كامل بجميع تفاصيل العملية التربوية والتعليمية بما فيها المناهج والامتحانات وغير ذلك، وبما يضمن حسن سير العملية بأفضل شكل.
وحسناً جاء طي القرار سريعاً وتلبية لطلبات المدارس، حيث انطلقت اليوم امتحانات الصفوف الانتقالية لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، ليتوجه ملايين الطلبة لتقديم هذه الامتحانات بعد عام دراسي، تزامن معه بذل جهود لافتة من قبل مختلف الجهات المعنية لتأمين جميع مستلزمات الدراسة من كوادر تدريسية وتجهيزات في مدارس المدن والأرياف، حتى مع كثير من التحديات والصعوبات التي تواجه استقرار العملية التعليمية بعد ظروف الحرب والأزمة التي عاشتها سورية.
وضروري للغاية، مع هدف الجميع نجاح واستقرار جميع الأعوام الدراسية، الدراسة والبحث في قرارات عدة من شأنها ضمان سير العملية التعليمية، ولاسيما ما يخص الطلاب والمناهج التي يتم السعي باستمرار لتطويرها وتحديثها بما يواكب المستجدات والتطورت المتلاحقة، مع عدم تجاهل الدور الهام والفاعل للتربية كجهة مسؤولة في هذا الشأن، أو لباقي الجهات المعنية الأخرى بما يحقق الهدف المطلوب في الوصول لأفضل المستويات التعليمية لناحية الكم أو الجودة.