الثورة – حسين صقر:
كما لكل شخص زلّاته وسلبياته، أيضاً له محاسنه وإيجابياته، والكمال فقط لله عز وجل، ولا يوجد أحد خالٍ من العيوب والنواقص، ولاسيما أن ظروف الحياة تفرض علينا نوعاً من العلاقات مع من حولنا من أفراد، حتى لو كانوا في حي واحد أو منطقة أوقرية واحدة.
فقد يحدث أكثر من مرة أن نصطدم مع أصدقاء أو زملاء عمل أو أشقاء وشقيقات وأبناء، ومقربين غيرهم، ولأن الحاضر صعب، تتشكل لدينا ردود أفعال صعبة، ونتخذ قرارات بالمقاطعة والابتعاد ورفع الحواجز وتطويل المسافات، وننسى أن لهؤلاء إيجابيات جمة يتصفون بها، وخدمات كثيرة قدموها لنا، سواء، أكانت مادية أم معنوية، ونحكم عليهم مباشرة بالقطيعة، دون النظر لماضيهم الجميل، وهو ما يكون سبباً كبيراً بابتعاد الناس عن بعضهم وتشكل تلال من الكره والحقد فيما بينهم، ولهذا لو تذكر كل شخص إيجابيات ومحاسن الغير لما طالت الخلافات أو استقرت كثيراً في أعماقنا، ما خلا بعض الأشخاص الذين نحاول البحث جاهدين عن إيجاد ولو صفة واحدة لنسامحهم، وهؤلاء مع كل أسف موجودون ولكن بنسب قليلة جداً وإذا لم يصنعوا خيراً معنا، فبالضرورة صنعوه مع غيرنا.
مع كل أسف نعرف ونلتقي مع كثير من الأشخاص الذين ينكرون المعروف ولو بزلة بسيطة تصدر عنا وهي غير مقصودة، ونسمع عن هؤلاء يومياً من خلال زملائنا ومعارفنا، وكأن الصفحة البيضاء مهما كانت ناصعة، تشوهها نقطة حبر سوداء تسبب بها القلم وليس نحن، فهؤلاء بالتأكيد يفضلون مصالحهم بشكل دائم، ونحن نعطيهم الفرص، ويتضح لنا من خلال أحاديثهم وطرحهم أنهم يقدمون منافعهم الشخصية تلك على بناء أي علاقة، ورغم ذلك لديهم بعض الإيجابيات التي يجب تذكرها عندهم، وألا ننسى وقوفهم بجانبنا في مناسبة أو موقف معين، أي أن نكون إيجابيي التفكير لا سلبيين، ونأخذ الوجه الحسن من أي موقف يواجهنا معهم.
وانطلاقاً من ذلك، ضروري جداً أن نتعامل بإيجابية مطلقة مع الآخرين، وخاصة إذا كانت تجمعنا معهم علاقة ومعرفة قديمتين، وألا نظن السوء بهم، ونلتمس لهم الأعذار بشكل دائم، ما دام ليس لهؤلاء أي غاية سيئة عندنا أو علينا، لأن الشخصية الإيجابية تتصف بالكثير من الخصال الحميدة كتقدير الذات والتفاؤل و التسامح و الصدق والطموح، والعمل بصمت و حب الاستقلالية والمرونة، بالإصافة لاحترام الآخرين وتقديرهم.
ليس المطلوب أن نكون مثاليين بقدر ما هو مطلوب أن نكون إيجابيين فقط بتعاملنا مع الآخرين، وألا ننسى ما يقدموه لنا من خدمات من أول عثرة، فكل بني آدم خطّاء، وأن نمنح هؤلاء الفرصة تلو الأخرى، حتى نستنفد كل الفرص والمحاولات معهم، عندها فقط نغلق الباب خلفهم ونتأكد بأنهم لن يعودوا مطلقاً، أو أننا لن نسمح لهم بتلك العودة.