الثورة – آنا عزيز الخضر:
عودنا ملتقى الإبداع على الاحتفاء بالرموز الفنية، وذلك ضمن فعاليات ثقافية يعود لها الفضل في لقاءات متميزة، يتم من خلالها تقديم خبرات وتجارب، آراء ووجهات نظر لها ألقها الخاص في الساحة الثقافية، وقد قام المعهد العالي للفنون المسرحية بتكريسها في المشهد الثقافي، ولقد كانت الضيفة المحتفى بها مؤخراً، القديرة “نضال الأشقر”.. النجمة المتألقة في عالم المسرح، وصاحبة التجربة العريقة في عالمه وعالم الفن، فأعمالها دوماً نقطة علام تجذب الجميع، وهموم الإنسان تحتل المكانة الأولى في طروحاتها.
على خشبة مسرح “سعد الله ونوس” بدمشق، كان اللقاء الذي تحدثت به عن مشوارها الفني، وتجربتها الإبداعية وخلاصة خبرتها الطويلة، مخاطبة طلاب المعهد بقولها: “نحن المسرحيين يتوجب علينا أن نجعل من الحياة أياماً جميلة تستحق أن تعاش”..
أيضاً، أعربت عن إعجابها الكبير بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وقالت: “هو أهم أكاديمية تعليمية تدرّس الفن التمثيلي في الشرق الأوسط، لصقل المواهب وانتقاء الأفضل منها”..
تحدثت أيضاً، عن دور البيئة المحيطة بها في بداية حياتها المسرحية، وكيف اتجهت إلى المسرح ودرست أصوله، وكيف اطلعت منذ نعومة أظفارها على الأدب العالمي ومؤلفات شكسبير، وكيف كان دخولها إلى عالم الإخراج، ثم اكتشافها عبر التجربة، أنها ولكي تصبح مخرجة، عليها أن تكون الكاتبة والممثلة والمطلعة على كل شيء..
بعد ذلك، تناولت دراستها في لندن عام 1960 في “الأكاديمية الملكية للفن المسرحي، حيث قضت السنين الأولى بالتدريب لتطويع الجسد والخيال والصوت ومخارج الحروف، وتكوين الثقافة المرتبطة بمبادئ وتاريخ المسرح العالمي.
تابعت “الأشقر” حديثها، عن أهمية تنمية إمكانيات تركيب الشخصيات بواسطة الجسم، وتفاصيل تحركاته المترافقة مع ضرورات الشخصية، وقد لفتت نظر طلاب المعهد إلى تنمية قدراتهم، وأهمية التحلي بالإقناع لإيصال الرسالة عن طريق اللغة التي ينطق بها الجسد قبل الحوار.
ثم تحدثت عن فن الارتجال الذي يعتمد بالدرجة الأولى على فهم كتاب “طقوس الإشارات والتحولات” للمسرحي السوري “سعد الله ونوس” ثم التدرب على قراءة متمكنة، واستحضار مشاهد مشابهة من الحياة اليومية، والعثور على الشخصية الواقعية وتركيبها على الشخصية المكتوبة، كي يتمكن الممثل من استحضار أدواته..
كما شمل حديثها، أهمية المسرح السوري ومبدعيه، مثلما الساحة الفنية السورية ككل، وما قدمته من إنجازات خلاقة.