محمد الماغوط.. حاضرٌ روحاً.. مكرمٌ في السلمية

الثورة – متابعة زهور رمضان:

بكل فخر وابتهاج، وفي رحاب الإبداع والمسرح، وبعد توقف دام نحو خمسة عشر عاماً، وبعد أن نُزع عنه اسمه ومكانه، أعاد “مهرجان محمد الماغوط المسرحي” الحياة إلى المشهد الثقافي والمسرحي في مدينة سلمية بروحٍ متجددة، فعاد لينطلق من جديد إلى أحضان مدينة الماغوط، وشهدت سلمية، برعاية كريمة من وزارة الثقافة، وبالتعاون مع تجمع سلمية الفني، إقامة فعاليات الدورة الخامسة من “مهرجان الماغوط المسرحي” في مبنى سينما سلمية شرقي حماة، حاملاً اسمه الأصلي ومستعيداً مكانته الطبيعية في مسقط رأس الشاعر والكاتب والأديب الكبير.

حدث ثقافي فني

تشرفت سينما سلمية باستضافة المهرجان كأول حدث ثقافي فني قبل افتتاحها الرسمي المزمع قريباً، وذلك خلال الفترة من السادس إلى الحادي عشر من الشهر الجاري. وتعد هذه الفعالية أولى نشاطات السينما بعد إعادة تأهيلها بتقنيات حديثة ومتطورة.

وقد وقع الاختيار على مدينة سلمية لما تحمله من أهمية ثقافية واجتماعية، ولتنوعها الحضاري وغناها الإنساني، فضلاً عن موقعها الجغرافي الذي يتوسط البلاد، لتكتب فصلاً جديداً في سجل المسرح السوري.

استحقاق ثقافي

في حفل الافتتاح الذي أقيم في السادس من تشرين الأول الجاري، أكد مدير المهرجان الفنان محمد الشعراني، أن مهرجان الأديب محمد الماغوط بدورته الخامسة يعد أول مهرجان مسرحي وثقافي يقام على مستوى سوريا بعد التحرير، مشيراً إلى أنه يمثل نقطة التقاء بين مؤسسة الرواد للتعاون والتنمية وفرقة كور الزهور في سلمية، وهي شراكة نوعية تشكل حالة اندماج وتوءمة غير مسبوقة في الإنتاج الثقافي.

ولفت الشعراني إلى الحضور المميز لوفود رفيعة من وزارة الثقافة، ونقابة الفنانين، والمسرح القومي، مما أضفى على المهرجان أهمية رسمية وفنية خاصة.

تكريم للفنانين

أوضح الشعراني أنه تم تكريم عدد من الفنانين، منهم الفنانة جيانا عيد التي حضرت الافتتاح، والفنانة إيناس زريق، والفنان غزوان قهوجي المخرج التلفزيوني والمسرحي وصاحب مسلسل أيام العز الذي نال عدة جوائز عن تجسيده لدور المهرج لمحمد الماغوط، إضافة إلى مصطفى الشحود صاحب مسرحية فاوس ومدير المسرح القومي في إدلب حالياً.

كما تميز المهرجان بتكريم الفنانتين الراحلتين مي سكاف وفدوى سليمان، وتكريم غيابي للفنان مولود داؤد مؤسس فرقة المسرح والتجمع في ألمانيا، الذي يعد المؤسس الأول للمهرجان.

وأشار إلى أن المهرجان استقطب سابقاً عدداً من الفنانين السوريين والعرب، منهم الفنانة جيانا عيد التي ترأست لجنة التحكيم في الدورة الثانية، والفنان الأردني غنام غنام، والمخرج الكبير إيليا قجميني.

وأضاف: إن عودة مهرجان الماغوط إلى سلمية بعد سنوات من المنع تشكل انتصاراً وفرحاً لجمهور المدينة المتعطش للأدب والفن والمسرح.

“ألف ماغوط”

عبّرت الفنانة جيانا عيد عن سعادتها الكبيرة بعودة المهرجان متألقاً من جديد، ووصفت مدينة سلمية بعبارة مؤثرة: “سلمية غنية عن التعريف، لا تحتاج إلى شهادتي.

“وأضافت: إن أبناء سلمية معروفون بكتاباتهم المميزة ورغبتهم الدائمة في التميز والتعبير عن هويتهم الوطنية وسوريتهم، لأنهم يقدمون فناً مرتبطاً بالواقع والإبداع معاً.

واختتمت بقولها الجميل: “سلمية تحتوي ألف ماغوط”.. شاكرةً كل مبدع ساهم بجهده ليحيا وجه سلمية الثقافي والفني من جديد.

حدث ثقافي وطني

من جانبها، عبرت عضو تجمع سلمية الفنانة إيناس زريق، عن فخرها وسعادتها بهذا التكريم، مؤكدة أن عودة هذا الرمز الثقافي إلى موطنه بعد طول غياب تعد رسالة تعيد الاعتبار للإرث الثقافي السوري.

مدير مؤسسة الرواد للتنمية عبد الرحمن درم، أكد أنهم وجدوا في سلمية “المكان الصحيح”، مشيراً إلى أن الثقافة والفكر والمسرح أدوات لغرس قيم الجمال والتنوير.

وأضاف: إن مؤسستهم، التي بلغ عمرها اثني عشر عاماً في العمل الإنتاجي، أطلقت نادياً مسرحياً باسم محمد الماغوط، تعبيراً عن محبتهم للفكر الذي حمله الراحل الكبير.

خطة ثقافية

من جهته، بيّن مدير مديرية الثقافة في حماة أنس الدغيم، أننا أمام بلد خرج من تحت الأنقاض، لكنه مازال يتنفس الحرية ويثبت حضوره الثقافي، مؤكداً وجود خطة عمل شاملة لإعادة تأهيل المراكز الثقافية المدمرة، وإطلاق فعاليات جديدة في مختلف المحافظات خلال الأشهر القادمة.

وأشار المسؤول التنفيذي للمهرجان نبيل جاكيش، إلى أن الدورة الأولى انطلقت عام 2007 واستمرت حتى 2010، وكانت من الدورات المميزة في تاريخ المسرح السوري.

وأوضح أن استعادة المهرجان بعد “سنوات المصادرة والمنع” تمثل رمزاً لانتصار الإرادة الثقافية، وأن التعاون الحالي مع مؤسسة الرواد يعبر عن توءمة بين سلمية وإدلب في إشارة إلى “سوريا الجديدة”.

وأشار إلى تكريم عدد من نجوم الصف الأول، منهم الراحلون رفيق سبيعي، ونضال سيجري، وعمر حجو، وصباح الجزائري، وحسام تحسين بيك، وسلمى المصري.

وأوضح جاكيش أن المهرجان يضم فرقاً متعددة من دمشق، حماة، سلمية، حلب، إدلب، واللاذقية، تم اختيارها بعناية لتعكس تنوع النسيج السوري، ناقلة صورة مشرفة عن الغد الذي نحلم به.

أمسية افتتاح استثنائية

تضمن المهرجان عرض مسرحية “قبل السقوط”، لفرقة كور الزهور في أمسية الافتتاح، إذ أبدعت كورال الياسمين لسيدات سلمية بأدائهن العذب الذي أضفى روحاً من الجمال والإبداع.

كما شملت الفعاليات، عرض مسرحية أول ليلة، آخر يوم للمسرح القومي بدمشق، ومحاضرة بعنوان المسرح السوري، محطات وذكريات للأستاذ جوان جان، وعرض موت بائع جوال لنادي الماغوط المسرحي بحلب.

وكذلك محاضرة دور المسرح التفاعلي في التنمية المجتمعية للأستاذة إيناس حسينه، عرض قماط وكفن لمركز فنون الأداء في اللاذقية، ومعرض فني وتنفيذ لوحة جدارية إهداءً لمدينة سلمية، يوم عائلي مفتوح في الحديقة العامة بجانب الملاهي، وعرض وقت مستقطع لفرقة “سين” بمصياف، ومسرحية اللحاد” عرض موازٍ “لنادي الماغوط المسرحي بإدلب.

تكريم لروح الماغوط

قال محمد النادر، أحد الحضور: إن إقامة هذا المهرجان تمثل تكريماً لروح محمد الماغوط، ولجميع أبناء مدينته الذين كانوا مصدر إلهامه، مشيداً بغنى العروض والندوات التي تشكل باقة مختارة تمهد لموسم مسرحي واعد.

وأكد مسؤول العلاقات العامة في محافظة حماة وإعلامي منطقة سلمية عبد الكريم محمد، أن عودة مهرجان الماغوط ليست مجرد عودة لمهرجان مسرحي، بل هي تحدٍ حقيقي للظلم والنسيان، ورسالة تثبت أن الإبداع أقوى من الطمس، وأن الكلمة الصادقة تبقى ولو أُطفئت الأنوار.

وختم بالقول: “إنها مناسبة تستحق أن تُوثّق، ورسالة ثقافية تاريخية ينبغي أن تصل.”

آخر الأخبار
الرئيس الشرع: تنسيق الجهود الوطنية لتحقيق تنمية شاملة دعم جهود العودة الطوعية للاجئين العائدين تعزيز الشفافية والتشاركية بحلب بين الحلقات الاقتصادية والاجتماعية ملامح جديدة لتنظيم المنشآت التعليمية الخاصة كارثة أمام أعين الجميع.. اختطاف الطفل محمد في اللاذقية الاستفادة من الخبرات العالمية لتطوير المناهج وطرائق التدريس قطع كابلات الاتصالات والكهرباء بين درعا وريف دمشق مبادرة تشاركية لتنظيف مرسى المارينا في طرطوس معدلات القبول للعام.. حرمت مئات طلاب "حوض اليرموك" "تجارة وصناعة درعا" في التجارة الداخلية لبحث التعاون المصارف الاستثمارية.. خطوة نحو تمويل المشروعات الكبرى هل ملأت المرأة المثقفة.. فراغ المكان؟ فوضى الكابلات والأسلاك.. سماء دمشق تحت حصار الإهمال المتجذر !   تحويلات الخارج تحرّك السوق..وتبُقي الاقتصاد في الانتظار تقرير حقوقي يوثق انتهاكات واسعة ترتكبها "قسد" في الرقة ودير الزور الروابط الفلاحية في حمص تطالب بإنقاذ محصول الزيتون من أزماته أردوغان: على "قسد" أن تكمل اندماجها في المؤسسات السورية نمو هشّ وفقر متواصل تنفيذ اتفاق 10 آذار.. فرصة تاريخية لتوحيد سوريا واستقرارها فرصة إضافية لتثبيت الملكية في تنظيم جنوبي المتحلق بدمشق