تؤكد التصريحات والممارسات والمواقف الأميركية التصعيدية، مواصلة الولايات المتحدة لسياسة إشعال الحرائق، حيث لا تزال ترمي بأعواد الثقاب هنا وهناك على نحو يحاكي الواقع المأزوم الذي تعيشه بسبب استشعارها الخطر نتيجة تصدع أركانها إثر التحولات والتطورات العاصفة التي تواصل ضربها لعمق المشهد الدولي.
فالسلوك الأميركي هو سلوك تصعيدي واستفزازي بامتياز، ويهدف إلى الذهاب بعيداً في تفجير الواقع بقواعده وعناوينه الجديدة، والذي بات يقض مضاجع واشنطن ويشكل لها هاجساً مخيفاً على كل الأشكال والمستويات، ولاسيما أن فقدانها لزمام الأمور وتراجع دورها وهيمنتها قد بدأ يظهر على الأرض وبشكل واضح وفي أماكن كثيرة من العالم.
الولايات المتحدة لا تزال تصب الزيت على النار في أوكرانيا، من خلال مواصلتها والغرب الاستعماري دعمها بكافة أنواع الأسلحة والذخيرة الحية، ولا تزال في ذات الوقت تقرع طبول الحرب في تايوان الصينية عبر إغراقها بالطموحات الانفصالية عن الوطن الأم، وبالتوازي لا تزال تذكي نيران الحرب والاحتلال في سورية وتدعو كيانها الإسرائيلي وتابعها العثماني وأدواتها وإرهابييها إلى مزيد من الإرهاب والعدوان والنهب والسلب والممارسات الاحتلالية والإجرامية، وهذا يعني أن المشهد سوف يبقى أسيراً لهذا العبث والجنون الأميركي الذي يدفع بالعالم إلى حافة الهاوية.
زمن الهمينة والغطرسة الأميركية قد ولى إلى غير رجعة، وهذه حقيقة يجب على الولايات المتحدة فهمها وإدراكها جيداً، والأهم من ذلك التعامل معها بمنتهى الموضوعية والواقعية عبر الخضوع والتسليم بكل القواعد الجديدة المرتسمة والتي من شأنها أن تعيد ترتيب وصياغة وبناء المشهد الدولي على قواعد أكثر عدالة وتوازناً من ذي قبل.