في كتابه (الصين والسعي لبناء المستقبل)، يطرح الكاتب الأميركي من أصل صيني “دان وانغ” فكرة بسيطة المظهر، عميقة الدلالة، تقول: إن الصين تُقاد بعقلية المهندسين، بينما تحكم أميركا بعقلية المحامين.
المهندس الصيني يرى المجتمع مشروعاً متكاملاً، يتطلب حلولاً دقيقة وسريعة، حيث تُقاس القرارات بالكفاءة لا بالكلام. لذلك تبني الصين مدناً في أعوام قليلة، وتحرز تقدماً مذهلاً في التكنولوجيا والفضاء والذكاء الاصطناعي.
في المقابل، يغلب على النموذج الأميركي منطق المحامي، الذي يُحسن الجدل أكثر من البناء، فالمشاريع الكبرى تغرق في الطعون، والانتخابات المتكررة تعيد عجلة القرار إلى الصفر، فتتآكل البنية التحتية ويتباطأ الابتكار، حتى في الصناعات العسكرية، تتقدّم الصين بثقة، بينما باتت واشنطن تستورد بعض مكوناتها من آسيا.
يبقى الدولار آخر أسلحة النفوذ الأميركي، لكنه يواجه يواناً صينياً يصعد بثبات.
إن التاريخ لا يمنح أحداً امتياز الخلود؛ فقد تعاقبت أمم على قيادة العالم، وها هي البوصلة تميل مجدداً نحو الشرق.
ويبقى السؤال: هل سيكون القرن الحادي والعشرون صينياً؟
وهل سنظل نحن العرب خارج معادلة الصانعين؟.

التالي