ليس هو مجرد سؤال بقدر ماهو تأكيد لما وصلت إليه الحالة الاجتماعية والنفسية للأهل والأسرة في متابعة أبنائهم ربما ساعة بساعة إذا ما كانت دقيقة بدقيقة طيلة العام الدراسي، لتستنفر قواها الإدراكية اليوم مع بدء امتحانات الشهادتين .
لقد تغيّر مناخ التربية بشكّل عام بين التقليدي والحديث من ناحية الدافع الذاتي يوم كان الطالب يعتمد على نفسه ومدرسته فقط، ولا يوجد في قاموسه مايسمى درساً خصوصياً أو سؤالاً خصوصياً .
وفي السياق ذاته غالباً ماكنا نلحظ مفاجأة الأهل بنجاح أبنائهم وهم يتخطون عتبة الشهادات بدرجاتها المختلفة .على عكس ما يجري اليوم من تغيّرات طرأت على بنية المجتمع المعرفية من تطورات تقنية ومهارات تواصل خلقت نوعاً من تبدل العادات والتقاليد فشرعنت الموضة الاستهلاكية لكلّ شيء وما على المرء إلا أن يمشي في سياقها.
ولطالما نتحدث عن الموضة التي درج عليها الأهل في السنوات الأخيرة مرافقة أبنائهم إلى مراكز الامتحانات وانتظار الكثيرين من هؤلاء لغاية خروجهم لساعات، هذا المشهد يعكس إلى حدّ كبير حجم الضغط النفسي وأعباء المسؤولية التي أرهقت وترهق كاهل الأسرة وهي تتحدى الظروف بأشكالها المختلفة.
فكم من أمّ حصلت على شهادة التعليم الأساسي والثانوي وتخرّجت من الجامعة من خلال متابعتها لأولادها صغاراً وكباراً،
وكم من أسرة أُرهقت حد الاستنزاف في سبيل تأمين ثمن الدروس الخصوصية لأبنائها بعدما باتت برستيج العصر.
وكم بالمقابل من ولد وابن وطالب عاق دراسياً قهروا ذويهم بإهمالهم وعدم مبالاتهم ليكونوا ايجابيين في اجتهادهم ومتابعة دروسهم خلال العام .
من يراقب حركة المارة في الشوارع اليوم منذ الساعة السابعة صباحاً وحركة التاكسي والسرافيس وهي تغص بأبنائنا الطلبة وأهلهم استعداداً لتقديم مادتي الفيزياء والفلسفة لشهادة الثانوية العامة وتجمعهم أمام مراكز الامتحانات، يدرك عن قرب وتبصر أن العائلات السورية ولاسيما الأمهات هم من يقدمون الامتحانات بدرجة مسؤولية وإحساس بالواجب .
التوفيق لطلابنا وطالباتنا وأن يكون النجاح حليفهم علّ القلوب المتعبة تبرد بعد سخونتها طوال العام.