تجاوز التقليدي … التأمين الهندسي فرصة حقيقية أمام شركات التأمين

الثورة–تحقيق-ميساء العلي:

يعتبر التأمين الهندسي من أحدث أنواع التأمين عموما وفي منطقتنا خصوصا، وقد زادت أقساطه خلال السنوات القليلة الماضية في سورية وتحديدا العام الماضي وفق أرقام هيئة الإشراف على التأمين التي بينت أن أقساطه جاءت بالمرتبة الثانية بعد فرع التأمين على السفر بسبب زيادة أقساطه عند المؤسسة العامة السورية للتأمين والتي تستحوذ على النسبة الأكبر حيث أن التأمين الهندسي للمشاريع الحكومية حصرا لدى المؤسسة ، حيث بلغت أقساطه مليار و698 مليون ليرة وقيمة تعويضات وصلت إلى 9 ملايين ليرة.

*الاستمرار بتطويره..

مدير عام هيئة الإشراف على التأمين الدكتور :رافد محمد” يقول: إن هذا النوع من التأمين ليس بالجديد بل على العكس هو قديم يتعلق بموضوع الحركة الإنشائية وتركيب الآلات ويشمل العديد من أنواع التأمينات أهمها تأمين المقاولين وتأمين أعطال الآلات وأخطار التركيب إلى المسؤولية المدنية (للغير ) .
وأضاف في حديثه “للثورة” أن من المهم الاستمرار بتطوير هذا النوع من التأمين الرابح وعدم التوقف فقط عند إلزامية التأمين عند انشاء المشاريع الحكومية بل الانتقال إلى المنازل والمتاجر التي تتضمن أخطار كبيرة بالإضافة إلى المسؤولية المدنية وخاصة مع مرحلة إعادة الإعمار .
لذلك نرى أن التأمين الهندسي فرصة حقيقية أمام شركات التأمين للبحث عن استثمار حقيقي لمنتجاتها الأمر الذي يجعلها تراقب بدقة المشاريع المستقبلية التي ستطرح لمرحلة إعادة الإعمار للقطاعات عموماً وتحديداً الإنشائية منها خاصة أن هذا النوع من التأمين يحقّق منافسة أكبر من منتجات التأمين التقليدية.

*التأمين الهندسي غير مُجدٍ حالياً..

وفي سياق متصل قال نقيب المهندسين بدمشق الدكتور “حسين تينة” إن 50% من الناس يسكنون في مناطق مخالفات لا يطبق عليها التأمين الهندسي .
وأضاف إن التأمين الهندسي ورغم أهميته إلا أنه غير مجد في الوقت الحالي ، ربما في المستقبل يتم أخذه بعين الاعتبار ، والأفضل بداية التأمين على المعدات الأساسية قبل التفكير بالتأمين الهندسي ، مشيرا إلى أن رأس المال هو من يتحكم بمسألة التأمين الهندسي .

*تأمين رابح..

وفي ذات السياق يرى المدير العام السابق لهيئة الإشراف على التأمين المهندس “سامر العش” أن هذا النوع من التأمين رابح ، وأرجع ذلك لعدة أسباب ،أولها أن التأمين الهندسي شبه إلزامي لكل المشاريع وهناك رغبة لدى أصحاب المشاريع الكبيرة والتي معظمها تعود لمشاريع حكومية في تفادي الخسائر الناتجة عن الحوادث وتحميلها لجهة أو مجموعة جهات قادرة على المحافظة على رأس المال مع إمكانية استمرار المشروع في حال تحقّق الخطر حيث يشمل التأمين الهندسي تغطية قيمة الممتلكات والمعدّات والمواد والمسؤولية المدنية، فالتأمين هنا يبدأ من عملية الإنشاء وتصميم المشروع، كما يشترط عادة طلب شهادة تأمين من المقاول ضد مخاطر الإنشاءات والقوة القاهرة التي تمنع المقاول من إتمام المشروع حسب الجدول الزمني.
أما النقطة الأخرى فتتمثّل بالأخطار الطبيعية التي يشملها التأمين الهندسي حيث يغطي ما قد تسبّبه الفيضانات والصواعق والزلازل والبراكين وغير ذلك من الكوارث الطبيعية من أضرار تصيب المباني والعقارات وتدمّرها وهي “الكوارث الطبيعية” منخفضة نسبياً في سورية أو مستثناة من التغطية ، كما تكمن في عمليات التركيب خاصة للمشاريع الضخمة التي تكون بإشراف جهات هندسية ذات كفاءة عالية لتفادي الخسائر التي تحدث خلال فترة إنشاء المشاريع الهندسية والصناعية التي تشمل تجهيز وتركيب الآلات مثل محطّات توليد الكهرباء والصناعات الكيمائية والدوائية ومعامل تكرير البترول وغيرها من المصانع على اختلاف أنواعها وكذلك المسؤولية المدنية الناشئة عن تلك الأعمال.

*نقل الخطر..

وأضاف: تحسب قيمة التأمين الهندسي عادة بنسبة معينة من قيمة المشروع وحسب نوع التغطية المطلوبة ، فعند تغطية كل الأخطار مثل السرقة والحريق والكوارث الطبيعية والحروب تكون القيمة التأمينية للمسؤولية المدنية أعلى كما يمكن للجهة اختيار أي من أنواع التغطية وذلك حسب نوع المشروع الذي يملكه لتحسين قيمة التأمين .
ويرى أن الاستفادة من هذا النوع من التأمين تكمن في نقل الخطر من الأشخاص أو المجموعات الصغيرة غير القادرة على مواجهتها إلى شركات التأمين وبالتالي إلى شركات إعادة التأمين وذلك ضمانا لحماية المستثمرين والاقتصاد الوطني بشكل عام.

*متنوع..

بالمقابل بين مدير إدارة الحريق والحوادث العامة في الشركة السورية الكويتية للتأمين “شفيق الشغري” أن التأمين الهندسي متنوع يشمل تأمين إعادة البناء وأخطار التركيب والآليات ومعدات المقاولين ومجال الإكساء وإعادة تأهيل المباني القديمة والأعطال الالكترونية والميكانيكية، وله علاقة بتمهيد الطرقات وإنشاء الجسور وليس المباني فقط .

وأضاف “نحن كشركات تأمين نطالب بالتأمين الهندسي عند أي مشروع وخاصة لمرحلة إعادة الإعمار ” ، وأشار إلى أن الملاءة المالية لشركة التأمين وقوتها تلعب دورا هاما بالتأمين الهندسي لذلك هي لا تستطيع تأمين مشروع كبير وتعتمد على شركات إعادة التأمين .
ولفت إلى مسألة المسؤولية المدنية تجاه الغير التي تأخذ حيز كبير أيضا بالتأمين الهندسي إضافة للأضرار المادية .

آخر الأخبار
جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر سوريا: توغل قوات الاحتلال في بيت جن تصعيد خطير يهدد السلم والأمن الإقليميين قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل بمناطق في ريفي دمشق والقنيطرة ازدحام كبير في استلام تعويضات المهجرين العائدين إلى درعا تحسين الشبكة الكهربائية في جرمانا الشيباني يبحث مع نظيريه السعودي والتركي جهود دعم استقرار المنطقة د.عامر خربوطلي: المعرض فرصة تاريخية ويعبر عن حالة اقتصادية جديدة عدنان الحافي: دور بارز بالترويج للمنتجات الوطنية