نتذمر جميعاً من الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، نحن محقون في تذمرنا، لأسباب كثيرة في الصيف والشتاء والربيع والخريف، لأننا سنفقد الإنارة والتدفئة والتسلية والعمل وتنظيف البيت وكوي الملابس.
لو فكرنا بطريقة مختلفة سنجد أن العتمة في البيت ومن ساعات المساء الأولى تجبرنا على النوم باكراً، والنوم باكراً يفيد الجسم في زيادة عملياته الحيوية كالأيض والتخلص من الكثير من السموم، الفائدة الثانية للنوم باكراً، هي الاستيقاظ مبكراً، عندها يكون الجسم بكامل قوته ونشاطه، ويمكن لأي فرد من أفراد الأسرة إنجاز ماعليه من مهام وواجبات، سواء دراسة أو كتابة أو تنظيف وأي أعمال أخرى، ومع ذلك يبقى هناك متسع من الوقت يمكن للإدارات المحلية استثماره بتنظيم برامج في الأحياء مستفيدة من حياة الريف، تركز تلك البرامج على الرياضة والزراعة، يمكن للبلديات السماح للأهالي أو تهيئة المساحات القابلة للزراعة وزراعتها بالخضروات الموسمية التي يحتاجها البيت كل يوم، تصبح عندها الزراعة نشاطاً يومياً مفيداً، يمكن أن يضاف إليها جلسات لمناقشة مشاكل مشتركة يعيشها أهالي الحي، كملل الأبناء، أو قلة فرص العمل، أو الزواج المبكر وغيرها من مشاكل كثيرة.
ربما يبدو للبعض أن الكتابة عن فوائد العتمة نوع من التهكم على الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، ومايسببه من ضجر وأضرار على يوميات الأسرة، لكن الاهتمام باستثمار الاستيقاظ الباكر جدياً له فوائد كثيرة على الأفراد والمجتمع والبلدية.
إن عبارة فوائد العتمة دعوة للأسرة للتفكير بفوائد انعدام الكثير من الخدمات التي لم تعد متاحة لها.
فهل من فائدة؟

السابق
التالي