الثورة – ميساء الجردي:
قد يكون من الصعب الوصول إلى الحقائق وخاصة عندما يلقى الناس حتفهم بظروف غامضة أو أثناء الحروب، وعليه ليس غريباً أن يسبر الطب الشرعي في سورية بخطوات دقيقة ليأخذ مكانته كاختصاص وقطاع مهم جدا في ظل سنوات الحرب الظالمة وما نتج عنها.
ووفقا لما أكده المشاركون في الملتقى الثاني للقضاء والطب الشرعي الذي استمر على مدى يومين وأقيم بالتعاون مع وزارة العدل ممثلة بالمحامين العامين والقضاة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر. فإنه من الضروري توافر الدعم والتدريب وتقديم المشورة للأطباء الشرعيين والتعاون من أجل بناء قدرات مستدامة للطب الشرعي محليا. وقد ركز المشاركون في الملتقى على أحدث المواضيع المتعلقة بمفهوم الشخص المعتاد في الممارسة الطبية وآليات أخذ العينات للفحوصات السريرية، والعلاقة بين عينات الحمض النووي وعملية الاستعراف ومدى كفايتها في الحصول على الدليل الصحيح وخاصة في حالات الجثث مجهولة الهوية، وعلى العلاقة بين القضاء والطب الشرعي، مع تقديم تطبيقات عملية على دور الطب الشرعي في الإثبات الجنائي.
وخلال المداخلات وردا على بعد التساؤلات أكد مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو أن عملية التطوير مستمرة من أجل جذب أكبر عدد من طلبة الدراسات العليا للدخول إلى اختصاص الطب الشرعي لتعويض النقص الشديد لهذا الطب بين أنواع الاختصاصات وخاصة أن معظم الأطباء اليوم ممن يعملون في المحافظات تتراوح أعمارهم بشكل وسطي 57 عاما. لافتا إلى أهمية الملتقى بما يحمله من أبحاث ومحاضرات علمية وتخصصية شاملة تتعلق بالمفاهيم والتشخيص وطرق أخذ العينات والتحاليل السمية والاستعراف على الجثث مجهولة الهوية، والإدمان الدوائي والبروتوكولات المتعلقة بدليل عمل الطبيب الشرعي.
وكشف حجو عن بعض الأفكار والسبل المطروحة للارتقاء بعمل الطبيب الشرعي وأهمها المقترحات المتعلقة بتقديم الدعم المادي للأطباء الشرعيين بشكل يناسب عملهم والثاني متعلق بالدعم المعنوي لأصحاب هذا الاختصاص. لافتا إلى أنه تم خلال الفترة الماضية العمل على مشاريع عدة منها إعادة تأهيل عدد كبير من المراكز التي كانت مدمرة، والانتهاء من الاستعدادات لإطلاق العمل بمركزي الطب الشرعي بمحافظة حمص ومحافظة حلب.
من جانبها قدمت انطوانيتا الأنزاروني ممثل الصليب الأحمر بدمشق بحثا علميا حول اختصاص علم السموم ودوره في خدمة القانون وأهمية المقارنات التي يجب الاعتماد عليها للوصول إلى الحقائق وضرورة اعتماد ذلك بالقانون المحلي لكونه اختصاص من الطب الشرعي .
وبيت الأنزاروني: أن الطبيب الشرعي يجب ألا يعتمد على خبرته فقط في الحصول على الدلائل فهو يحتاج إلى مختصين بالصيدلانيات والكيمياء الحيوية للكشف الدقيق في الحالات السمية ولهذا السبب نجد أن علم السموم يوصف بأنه متعدد الاختصاصات.
الدكتور بسام محمد دكتوراة في الطب الشرعي تحدث حول طرق الكشف عن الأخطاء الطبية وكيف ينظر إليها القضاة أثناء التحقيق والأطباء في حال تقييمها، مسلطا الضوء على أركان الجرائم الطبية المادية والمعنوية، ومتى تكون هذه الأخطاء مقصودة وكيف تتعامل معها المراجع الطبية وخاصة في حال وجود المضاعفات والاختلاطات.
من جانبه بين رئيس الرابطة السورية للطب الشرعي الدكتور أكرم الشعار أهمية هذه اللقاءات التي تجمع بين الطب الشرعي والقضاء وبإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر في التعرف على طبيعة العلاقة التي تربط عمل هذه الجهات والوقوف على المشكلات الموجودة بين الطب الشرعي والقضاء والتعاون لحلها للحصول إلى نتائج جيدة. وأكد الشعار أن الملتقى الحالي يطرح مواضيع حديثة على المستوى المحلي والدولي في علم الكشف عن الهوية والاستعراف وكيفية التخلص من العقبات.
وتحدث الدكتور عامر السراقبي عضو مجلس إدارة في هيئة الطب الشرعي حول الأدلة السنية في التعرف على الجثث والعثور على بعض الآثار المتعلقة بالعضة وكيف يمكن تفسيرها بشكل دقيق وحفظها ودراستها لكشف المشتبه به.