الثورة – ترجمة رشا غانم:
قرر الرئيس بايدن- الذي تعهّد كمرشح بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة” رداً على اغتيال الصّحفي والمعارض السعودي جمال خاشقجي- السفر إلى الرياض هذا الشهر لإعادة بناء العلاقات مع المملكة الغنية بالنفط، في وقت يسعى فيه لخفض أسعار الغاز في الداخل وعزل روسيا في الخارج.
وخلال توقفه في الرياض، سيلتقي الرئيس مع ولي العهد محمد بن سلمان، الذي اعتبره بايدن سابقاً مسؤولاً عن قتل خاشقجي، كما سيلتقي مع بعض قادة الدول العربية الأخرى، وفقاً لمسؤولين في الإدارة الأمريكية، ممن طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن الرحلة لم يتم الإعلان عنها رسمياً.
تمثل الزيارة انتصاراً للنهج البراغماتي الأميركي وليس العواطف، وفقاً لخبراء السياسة الخارجية، حيث وجد بايدن أنه من الضروري التواصل مع منتجي الطاقة الآخرين لاستبدال النفط من موسكو وتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية.
وكانت إدارة بايدن قد عززت بالفعل تعاونها مع السعودية في مجموعة متنوعة من القضايا، حتى قبل أزمة الغاز التي تسببت في اضطراب أسواق الطاقة العالمية.
يُذكر أنّ بايدن كان قد وعد باتخاذ مسار مختلف -إذا ما تمّ انتخابه للبيت الأبيض- مع السعودية إثر مقتل خاشقجي، الأمر الذي يحمّله للمملكة بقيادة محمد بن سلمان، قائلاً بأنّه سيجعل السعوديين يدفعون الثمن، و”يجعلهم في الواقع منبوذين كما هم”.
أمّا بعد توليه منصبه، فأصدر بايدن تقريراً استخباراتياً عن مقتل خاشقجي باعتباره بياناً للمساءلة وفرض عقوبات على بعض المتورطين في القتل، لكنّه لم يتخذ أي إجراء ضد بن سلمان.
هذا وأثارت الرحلة المخطط لها مؤخراً في الرياض- والتي سبق أن ذكرها ديفيد اغناتيوس ، كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست- انتقادات سريعة من مجموعات حقوق الإنسان، كما نددّوا بأي إعادة تأهيل دبلوماسي لمحمد بن سلمان.
كما بعثت جماعة مناصرة تسمى عائلات 11 أيلول -تمثل أقارب ضحايا هجمات 11 أيلول الإرهابية- برسالة إلى بايدن تحثه على الضغط على القادة السعوديين بشأن العلاقات مع الخاطفين.
وقالت المجموعة في الرسالة: “لا يمكن إعادة ضبط علاقة بلادنا بالسعودية، ولا يجب أن تتم دون مصالحة مناسبة لهجمات 11 أيلول 2001”.
المصدر: نيويورك تايمز