الثورة – ترجمة غادة سلامة:
في عام 2021 قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لا ينبغي أبدًا خوض حرب النووية، وإذا خاضت الولايات المتحدة هذه الحرب، فلن يمكن أبدًا الانتصار فيها، وافترض الكثيرون أن هذا البيان يعكس سياسات ردع تحذيرية، مع تراجع فرص استخدام الأسلحة النووية في المستقبل بشكل كبير.
من الصحيح بالفعل أن العبارة الأولى- لا ينبغي أبدًا استخدام الأسلحة النووية- هي هدف الدول النووية وحسب الاتفاقات المبرمة بينهما، ولكنها ليست هي كذلك بالنسبة للولايات المتحدة التي تعمل باستمرار على شيطنة العالم خاصة من خلال تدخلها بأوكرانيا ودعمها بالسلاح من أجل مواجهة روسيا وإطالة أمد الحرب.
بالرغم من معرفة أمريكا وحلفائها، أنه إذا تم استخدام الأسلحة النووية، فلن يخرج أحد منتصراً، إلا أنه منذ عام 1994، تعتقد الولايات المتحدة أن الردع يعتمد بشكل مطلق على استخدامها الانتقامي للأسلحة النووية، وهو بالضبط ما “ستفعله” ردًا على أي هجوم مفترض عليها.
لأن عقيدة الردع الأمريكية حتى بما في ذلك الضربة النووية الانتقامية غالباً ما توصف بأنها “قتالية” وتحتاج إلى حذفها من العقيدة الأمنية الأمريكية، وإذا افترضنا أن أي استخدام انتقامي للأسلحة النووية مهما كان محدوداً سيتصاعد إلى تبادل شامل للأسلحة النووية، وبدون وجود رادع ذي مصداقية، يتم تقويض الاستقرار الاستراتيجي، وتصبح الحرب أكثر احتمالاً.
وبالتالي فإن استراتيجية وسياسة الردع الأمريكية بحاجة إلى “إعادة تأسيس” باستمرار، حتى لو ظلت الاستراتيجية الانتقامية للولايات المتحدة غامضة بشأن الظروف التي قد تستخدم فيها الولايات المتحدة القوة النووية بالضبط في ظل أي ظرف.
من الصحيح الآن أنه منذ فجر العصر النووي قبل نحو سبعة عقود، لم يتم إصلاح استراتيجية الردع الأمريكية ولا حتى تعديل الاستراتيجية أو تحديثها.
على سبيل المثال، بدأت سياسة الردع النووي الأمريكية في المراحل الأولى من العصر النووي كسياسة خيار واحد للانتقام الجماعي، لاسيما خلال إدارة أيزنهاور حيث كان الاتحاد السوفييتي سابقاً وقوته النووية مرعبة لأوروبا الغربية وكانت أوروبا تعتبر الاتحاد السوفييتي بمثابة التهديد الأساسي الذي يواجهه الغرب بسبب قوته النووية الهائلة، والناتو لم يستطع مضاهاة القوات التقليدية السوفييتية الضخمة في القارة الأوروبية لأن التكاليف كانت ستكون فلكية.
كانت الأسلحة النووية الأقل تكلفة هي المعادلة- فقد سمحت للولايات المتحدة بالحفاظ على الردع بتكلفة أقل بكثير- عن طريق نشر عدة آلاف من الأسلحة النووية في ساحات القتال الإقليمية في القارة الأوروبية.
مع انتقال الولايات المتحدة إلى قوة استراتيجية مكونة من صواريخ باليستية عابرة للقارات وطيران (ICBM) وصواريخ باليستية تطلق من الغواصات (SLBMs)، تم تصميم ثالوث تم إنشاؤه للرد على أهداف عسكرية في الاتحاد السوفييتي، وليس بالضرورة ساحة معركة.
بدأ الكثير من هذا التغيير خلال إدارة كينيدي بموجب السياسة المعروفة باسم “الاستجابة المرنة “. كان هذا لتجنب الخضوع للانتقام النووي الهائل في عهد أيزنهاور، والذي أصبح يُنظر إليه على أنه استراتيجية أقل مصداقية.
بقلم: بيتر هويسي