الثورة – لميس عودة:
لم توفر طهران جهداً سياسياً و دبلوماسياً أو عملياً للدفع قدماً بالمحادثات التي تتعلق بملفها النووي السلمي والتوصل لحلول لرفع العقوبات الجائرة عن الشعب الإيراني، وبرهنت مراراً على مصداقيتها وشفافيتها وحسن نيتها وبما لا يتعارض مع ثوابتها ومبادئها الوطنية السيادية المحقة، كما أبدت تعاوناً كبيراً مع المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسحبت كل الذرائع الكاذبة التي وضعتها أميركا ومن خلفها كيان الإرهاب الإسرائيلي في وجه تقدم المباحثات النووية، في الوقت الذي ظلت فيه واشنطن تراوغ من تحت طاولة الاتفاق وتلغم سكته بتسييس عمل هيئة الطاقة الذرية الدولية التي هي أداة طيعة بأيدي أميركا وتنفذ املاءات إسرائيلية.
الاتهامات المضللة والأباطيل التي تضمنتها التقارير الأخيرة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي مزاعم لا صحة لها، اعتبرتها طهران سلوكاً غير قانوني ومواربة على الحقائق، لذلك كان الرد الإيراني بقرار قطع عمل كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية كرسالة حازمة على رفض الاتهامات المسيسة، حيث اعتبرت الخارجية الإيرانية أنّ “تبني القرار بناء على تقرير متسرّع وغير متوازن من مدير الوكالة مبني على معلومات كاذبة ومفبركة من الكيان الصهيوني لن تكون نتيجته سوى إضعاف مسار التعاون والتعامل بين إيران والوكالة”.
يشار إلى أن نص القرار المسيس قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وفي ردها على تلفيقات وكالة الطاقة الذرية الدولية أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اتخاذها إجراء قطع كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إحدى المنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن طهران تواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الیوم على نطاق واسع في الوقت الذي تتجاهل الوكالة هذا التعاون الذي يعود إلى حسن نية إيران، مضيفة أنه صدرت أوامر للمسؤولين المعنيين بفصل كاميرات قياس خط السطح OLEM ومقياس التدفق الخاص بالوكالة وأن أكثر من 80٪ من الكاميرات الحالية للوكالة هي كاميرات حماية، والتي ستستمر في العمل كما كانت من قبل.
وفي السياق ذاته رفض رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في تصريح لوكالة فارس المزاعم المطروحة ضد البرنامج النووي الإيراني، وأكد بأنه ليست لإيران أي أنشطة نووية سرية وغير مدونة وأي موقع وأنشطة غير معرفة، معتبراً الوثائق المزعومة تحركاً سياسياً لمواصلة الضغوط القصوى على إيران.
المساعي الصهيونية لنسف الاتفاق النووي ووضع العصي في عجلة الحلول لم تتوقف لحظة، حيث صرح متزعمو كيان الإرهاب الإسرائيلي أكثر من مرة بذلك، وعبَّروا مراراً عن خشيتهم وذعرهم من نجاح إعادة إحياء الاتفاق النووي، وإنهم لن يلتزموا بأي اتفاقات، والبصمات الإسرائيلية واضحة في الاتهامات الأخيرة التي وجهتها وكالة الطاقة الذرية الدولية، إذ أن تبني الوكالة الذرية لذلك القرار جاء بعد لقاء بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي ورئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت في 3 حزيران الأمر الذي يؤكد بما ليس فيه أن الكيان الصهيوني وراء الفبركات والاتهامات الباطلة التي وجهتها الوكالة الدولية لإيران.
لا نبالغ إن وصفنا المنظمات الأممية بعدم النزاهة وبالانزلاق المهين إلى منحدرات الخنوع، فهذا يؤكده سلوكها المشين بمحاباة مجرمي الحروب الدوليين وانخراطها المعلن في تزوير المعطيات وتعويم الافتراءات على سطح مشهد النفاق الأممي في كل ما تتضمنه تقاريرها المسيسة.