الثورة – عبد الحميد غانم:
مرة جديدة تحاول خفافيش الظلام سرقة الأمن والهدوء، وتقلق راحة شعبنا، لكن قوات جيشنا الباسل ودفاعنا الجوي كانت لهم بالمرصاد وأحبطت مخطط كيان العدو الإسرائيلي مجدداً وأسقطته في وحول الخيبة والخذلان.
وفي الجولان السوري المحتل تتواصل الفعاليات الاحتجاجية ضد مخطط الاحتلال الإسرائيلي التهويدي لإقامة توربينات هوائية على أراضيهم الزراعية، ولمنعهم بالتواصل مع الوطن الأم سورية، وتصدير إنتاجهم الزراعي إلى وطنهم، حيث تقف قوات الاحتلال الإسرائيلي حائلاً أمام أبناء الجولان ووطنهم سورية، إذ يواصل الاحتلال منذ الـ27 آب 2014 إغلاق معبر القنيطرة الذي يعد المعبر الوحيد لتواصل أهالي الجولان مع وطنهم سورية وزيارة أهلهم بعد أن فرقهم الاحتلال منذ عام 1967.
ويمنع الاحتلال استجرار ثمار الكرز والتفاح إلى أسواق الوطن رغم مطالبات سورية المستمرة للمجتمع الدولي بالضغط على “إسرائيل” لفتح وتشغيل المعبر الذي يمثل الشريان الذي يربط أهلنا في الجولان المحتل بوطنهم والرئة التي يتنفسون منها.
وينظم أهلنا في الجولان السوري المحتل مظاهرات احتجاجية ضد محاولات الاحتلال التهويدية وصولاً إلى تلك الأراضي المهددة بالمصادرة في سحيتا والحفاير والمنفوخة، والتي تعود ملكيتها لأبناء القرى الصامدة مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية.
كما ينظمون الاحتجاجات تلو الاحتجاجات رداً على ممارسات الاحتلال ومنعهم من تصدير إنتاجهم من فاكهة الكرز والتفاح إلى أرض الوطن سورية.
يعد كرز الجولان السوري المحتل من السلع الاقتصادية الهامة، إذ يمثل أفضل الأنواع في العالم لمذاقه الفريد وألوانه وحجمه المميز، وهو يشكل مصدر رزق قسم كبير من أبنائه الذين يعانون جراء تضييق الاحتلال الإسرائيلي الخناق عليهم في محاولة للنيل من صمودهم على أرضهم وتشبثهم بها.
إن الاحتلال إضافة إلى منعه المزارعين من تسويق محصولهم إلى الوطن يضع العراقيل أمام تسويقه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن مخططاته الاستيطانية التي تنهب مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وآخرها مخطط التوربينات الهوائية الذي يهدد آلاف الدونمات المزروعة بأشجار التفاح والكرز.
ولدعم مزارعي الجولان المحتل في مواجهة ممارسات الاحتلال العدوانية بات موسم الكرز في السنوات الأخيرة مقصداً مهماً للفلسطينيين في الأراضي المحتلة 1948 حيث ينتظر أهلنا في فلسطين المحتلة وخصوصاً في الجليل موسم الكرز كل عام لزيارة الجولان الذي بات وجهة لهم صيفاً في مواسم الكرز والتفاح، وشتاء في فترة تساقط الثلوج، ويعيشون مع أبناء الجولان طقوس جني هذا الموسم، ويساهمون معهم في تسويقه لدعم صمودهم قدر الإمكان.
تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالكرز في الجولان نحو 4500 دونم ممتدة من بقعاتا حتى مجدل شمس، يواجه 4200 دونم منها خطر التوربينات الهوائية التي تعد من أخطر مخططات الاحتلال الاستعمارية التهويدية التي تستهدف الجولان السوري المحتل لأنها تهدد بالاستيلاء على أكثر من ستة آلاف دونم من أخصب أراضيه.
إن من واجب القوى الوطنية في سورية والوطن العربي والعالم أن تتحرك لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية والتهويدية في الجولان وفلسطين، واعتداءاته المتكررة ضد سورية، وأن تعمل على نصرة أهلنا في الأراضي المحتلة، وتفضح ممارساته في المنابر الدولية، كما يقوم بها سفراء ومندوبو سورية في الأمم المتحدة ومؤسساتها الدولية، وعرضها أمام الرأي العام الدولي باعتبارها جرائم حرب يندى لها جبين البشرية، مثلما يحدث في أجزاء من الأراضي السورية الواقعة تحت الاحتلالين التركي والأمريكي.
وما حدث في الرقة من تدمير كامل لمدينة الرقة وما يحدث اليوم من جرائم وحشية يقوم بها الاحتلال الأمريكي والاحتلال التركي في أراضي الجزيرة السورية وفي شمال الوطن من نهب النفط والقمح والثروات الاقتصادية السورية الأخرى كدليل عملي واضح وضوح الشمس على استهداف سورية ومحاولة تقسيمها وإضعافها وإلغاء دورها الحضاري الإنساني في المنطقة والعالم، وهو ما يكمل المخطط الصهيوني للهيمنة والسيطرة على المنطقة وطمس هوية البلدان المقاومة للمشروع الصهيو – أمريكي الغربي وتحييدها بما يمكنه من تقسيم الدول وتحويلها إلى كانتونات هزيلة ضعيفة تحقق للكيان الإسرائيلي الهيمنة وتؤمن المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة.