الثــــورة:
كشفت دراسة جديدة تستند إلى تقارير قادة محطة أبحاث الصحراء المريخية (MDRS)، عن الاختلافات في سلوك القيادة بين الإناث والذكور، والتي كان من أبرزها أن «النساء أكثر قيادة مجتمعية من الرجال، بما يجعلهن الأنسب للرحلات الطويلة مثل المريخ».
والمحطة التي تناولت الدراسة عملها هي منشأة تناظرية فضائية في ولاية يوتا الأميركية، يتم خلالها محاكاة أجواء الفضاء لتكرار أجزاء من تجربة الرحلات الفضائية.
ورغم أن التجارب التي أجريت بالمنشأة بمشاركة كلا الجنسين أثبتت أن كليهما يركز على المهام، إلا أن تلك التجارب توصلت كذلك إلى أن «النساء يملن إلى أن يكن أكثر إيجابية»، وذلك وفقاً لدراسة حللت نتائج هذه التجارب، أجرتها إنجا بوبوفيتو، عالمة الاجتماع في جامعة كاوناس للتكنولوجيا في ليتوانيا.
وبينما أظهرت دراسة سابقة مزايا النساء في الرحلات الفضائية الطويلة، مثل أنهن أصغر حجما، ويعانين من أعراض جسدية أقل مرتبطة بتأقلم الجسد مع المشكلات الفضائية، وأنهن يستهلكن كمية أقل من الطعام والأكسجين وباقي الموارد الضرورية، فإن الدراسة الجديدة تركز على المواصفات القيادية للمرأة في رحلات الفضاء الطويلة، لا سيما إلى المريخ.
وخلال الدراسة الأحدث حللت الباحثة تقارير قادة محطة المحاكاة من عام 2009 إلى عام 2016، حيث كان هناك 49 قائدا و27 قائدة خلال تلك الفترة.
وبعد إجراء عدة أنواع من التحليل اكتشفت الباحثة عدة اختلافات، حيث سجلت تقارير النساء «درجات أعلى للمشاعر الإيجابية وأقل بكثير من درجات المشاعر السلبية».
كما لفتت الباحثة أنه «ورغم أن القادة من الإناث والذكور أظهروا سلوكاً قيادياً موجهاً نحو المهام؛ فإن القائدات ناقشن أعضاء طاقمهن بشكل متكرر، وبينما ركز القادة الذكور على (روح الفريق والولاء والإنجازات)، أكدت النساء على (الدعم المتبادل والتحفيز والبيئة الإيجابية)، كما أن القائدات كن يستخدمن كلمات أقل تحديداً أثناء الحديث عن أنشطتهن اليومية».
وتقول الباحثة بوبوفيتو في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كاوناس بالتزامن مع نشر الدراسة «أظهر بحثي أن القادة الذكور والإناث على حد سواء كانوا يركزون بشكل متساوٍ على إكمال المهام، وكان الاختلاف الوحيد بينهما هو أن النساء كثيرا ما يشجعن فريقهن مع رسائل داعمة إيجابية، وهذا يؤكد أن النساء أكثر اجتماعية وقيادة مجتمعية من الرجال، بما يجعلهن الأنسب للرحلات الطويلة مثل المريخ».