في اجتماعاته خلال الأيام الماضية اتفق الصحفيون في مؤتمرهم السنوي على جملة من القرارات والمطالبات يتفاءل أبناء المهنة بتحقيقها خلال فترة قريبة لعل أبرزها تشكيل لجنة لبحث واقع الاستثمارات والأملاك التي تعود للاتحاد والتي ضاع معظمها.
حيث هناك العديد من الممتلكات والعقارات أو ما زال يخوض المعارك شبه الخاسرة لاستعادتها، والإجحاف الذي لحق بالزملاء الإعلاميين على مدى عقود من الزمن وبحثهم عن مكتسبات بسيطة لم يستطع الاتحاد حتى اللحظة تقديمها لهم، في حين كان يملك من الممتلكات والاستثمارات التي كان يمكن لها أن تدر مليارات الليرات لمن ارتضى أن يخوض غمار مهنة يحتاج صاحبها في المقام الأول إلى قوة الدعم المادي ليتحرر من أي قيد يمكن أن يقف في وجه سلاح الكلمة لإعلاء كلمة الوطن ومحاربة كل ما من شأنه أن يزعزع استقراره.
الممتلكات والعقارات التي خسرها الاتحاد أو يكاد أن يخسرها ليس ابتداءً من أرض الديماس وصيدنايا والروضة مروراً بأرض شرقي باب شرقي ومقسم شارع النصر وأماكن أخرى لا يتسع مقالنا هذا لذكرها هنا جميعاً، ثروة بكل معنى الكلمة كان الإهمال والثغرات في العقود والقوانين سبباً رئيسياً لتبديدها قبل أن تستثمر، وما قدم من تبريرات لم يقنع بما فيه الكفاية من حضر أو سمع بما تم عرضه من تفاصيل وحيثيات حولها.
للأسف مكتسباتنا حتى الآن لا يمكن اعتبارها مكتسبات جدية كالتعويض الصحي الذي يغطي بقضه وقضيضه تكاليف إصلاح ضرس واحد منخور، لكن اليوم لايزال باب التفاؤل مشروعاً بوجود حماسة حقيقية من قبل جميع الأطراف بضرورة إيجاد حلول حقيقية لانتشال أصحاب مهنة المتاعب من من واقع افقدهم حماسة العمل خلال الأعوام الماضية بكل ما حملته من أزمات ومشاكل.
الزمن تغير وصيغ العمل الصحفي وتقنياته تتطور مع تقدم الزمن، تغيرت المفاهيم وغابت مراحل زمنية كاملة من التاريخ ونامت في صفحات التاريخ، ويوماً وراء يوم تزداد أهمية الإعلام الذي لم يعد مجرد ناقل للأحداث، وإنما صار شريكاً في صنعها، صار الإعلام قوة وسلاحاً فأين نحن من ذلك؟ وكيف يمكن لنا أن ندخل في منافسة إذا لم نشعر بالدعم الحقيقي والحماية المطلوبة لمساعدتنا في أداء عملنا وتأدية رسالتنا على الوجه الأفضل؟.