لو بدأت بالكتابة عن تردي معيشة الأسرة منذ حجر كورونا قبل سنتين الى اليوم لسردت كثيراً من القصص الصحفية، منها مايتعلق بتكاليف الطعام وغياب الكثير عن وجباتنا وموائدنا أو تنقلنا فلم نعد نملك ما يسمح لنا إلا بالخروج للضروريات، ناهيك بتكلفة الطبابة، وغيرها من ضروريات المعيشة.
لايختلف الأمر لو أردت الكتابة عن تراجع الخدمات وشح الوقود، لكن رغم كل تلك الصعوبات لم تتوقف حياة الأسرة، بل جميعنا آباء وأمهات وأبناء نقف بمواجهتها، وأكثر من ذلك إذا واجهتنا صعوبة جديدة نبدو كمن تهيأ لها ونسأل ماذا بعد؟ ماالذي ينتظرنا أكثر؟ ونستمر.
علينا أن نزرع الأمل، لايزال أبناؤنا يخرجون للتعليم، ولا نزال نبحث عن موارد جديدة سواء من عمل إضافي، أو من مساعدة من أهلنا في الخارج، أو تدوير وبيع مقتنيات لانستخدمها، وزراعة مايتاح على شرفاتنا ومحيط بيوتنا.
تثبت تجربة الأسرة التي تستثمر المساحات المحيطة بالمنزل مهما كانت صغيرة أنها في حال زراعتها تعطي ما يغطي احتياجات الأسرة للموسم الحالي وربما للمؤونة، وهذا يعني أننا نملك ما نواجه به تردي المعيشة، لأن الأرض لا تتأثر بعقوبات، إلا إذا خاننا الطقس ولم تمطر، ولم تساعدنا المؤسسات العامة سواء عن طريق البلدية أم وزارة الزراعة.
إن دعم كل من البلدية ووزارة الزراعة الأهالي وتقديم تسهيلات للزراعة، ولو لمساحات صغيرة، يعادل زراعة الأمل، مع ازدياد الحديث عن آثار العقوبات والحرب في أوكرانيا.
الزراعة وأي عمل منتج آخر، يدعم دخل الأسرة وبالتالي يدعم صحتها النفسية، ويعطيها الأمل أن لا خطر مستمراً عليها، مادام أفرادها يمكن أن يحصلوا على احتياجاتهم الأساسية، وأن آثار الحرب ستتلاشى وتتراجع تدريجياً.
دعم أي مشروع مهما كان صغيراً يقوي الأسرة إلا أن دعم الزراعة يبدو كزراعة الأمل في هذه الظروف الصعبة.