الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل..ترى ماذا لو قلنا ما أشد غربة العقل وسواد الواقع وجمود العقل والعاطفة والخيال لولا الكتابة..الكتابة بألوانها المختلفة ..
والكتابة لا تعني الإبداع وحده بل الكتابة بأشكالها كافة من الكتابة الإبداعية إلى الفكرية والعلمية والعرفانية..
من هنا لا يبدو السؤال منطقياً فنحن نعرف لماذا نكتب ولمن نكتب، وربما كل من يكتب لديه إجابة لا تتشابه مع أي إجابة أخرى..
لكن جميع الإجابات تنطلق من أن الغاية تحسين واقع ما ..جمالياً فكرياً ..تغيير الحياة نحو الأفضل ..وإذا كان امبرتو ايكو يرى أن الكتابة لا تغير الحاضر إنما المستقبل يرى غيره أنها أيضاً تحسن العلاقات بين البشر..
وفي المستوى التفاعلي يقال إن القراءة حياة جديدة فمن يكتب يفعل ذلك ليقرأ الآخرون ما كتب..
الكتابة هاجس وأرق وشفاء من كل الإحباطات التي يمكن أن تلم بنا بدءاً من الكاتب إلى المتلقي..
وولادة أي نص مكتوب تعني خلاص من مخاض متعب وراحة للوالد ألم يشعر غوته بالراحة وتنفس الصعداء بعد كتابته آلام فرتر ..؟
في تاريخ الكتابة وفلسفتها الكثير مما يظهر للعيان والأكثر ما لا يظهر من معاناة وقلق وغيرهما يرافقان الكاتب …
صحيح أن نزار قباني رأى أن الكتابة فعل انقلابي من أجل الافضل والأجمل ولكنها الآن غدت تحمل وجها آخر..إنه التضليل وهنا ندخل في صناعة الخطاب الثقافي والإعلامي ونطرح على أنفسنا كإعلاميين : ما جدوى ما نكتب ..شخصياً لن أردد ما تغنيه فيروز : كتبنا ويا خسارة ما كتبنا…
بل مع أحمد عبد المعطي حجازي في رائعته : لمن نغني ..قصيدة ترافق هذا الجزء من الملف وهي خلاصة إبداعية تقدم الرؤيا لمن يريد للكلمة أن تكون فعل حياة أو موت.
العدد 1100 – التاريخ: 21 – 6 – 2022