الثورة – حسين صقر:
كثيراً ما نتسبب بتخويف أبنائنا عن غير قصد، وهكذا يكبرون وينمو في ذات الوقت الخوف في داخلهم ويختلط مع الخجل، وبالتالي تضعف الشخصية وتهتز ثقة الطفل أو الولد بنفسه، ويكون الارتباك رفيقه ونديمه.
بعض الأهالي يلجأ لأسلوب تخويف الأطفال ببعض الأشياء، أو أنهم يردعونهم عن المشاركة بفكرة ما أو طرح رأي، فيما يعتمد غيرهم أسلوباً آخر كأن يقول لاتسير في الظلمة وحيداً كي لا يأكلك الضبع، لغاية ردهم عن سلوك معين أو لمنعهم من القيام بأمر ما من الممكن أن يضرهم لو فعلوه، فيستخدم الأهل لغاية التخويف بعض الأشياء مثل الظلام، الشرطي، الغول، بعض الحيوانات، وغيرها كل حسب بيئته، ظنا منهم أن الأمر عادي ولكنهم فعلاً يجهلون ماقد يترتب عنه من تأثيرات سلبية على نفسية الطفل، وبناء شخصيته بشكل عام.
وفي هذا الإطار قالت الاختصاصية في تطوير المهارات وتحسين الصحة النفسية رهف حسن: هناك أضرار كثيرة تنتج عن استخدام أسلوب التخويف هذا، موضحة أن أول الآثار هي رجفة القلب، أي سرعان مانجد الطفل قد بدأ يتنفس بسرعة أو بصعوبة مع تغير لون شفتيه إلى اللون الأزرق، وذلك عندما يتعرض لخوف كبير أو تهديد بالتخويف ويحدث ذلك بسبب عدم قدرة القلب على الضخ نتيجة تأثره بالعامل النفسي والخوف، لذا يجب أن لا نستهين بذلك أبداً، لأن موقفاً عادياً قد يؤثر على الطفل، وربما يتحول إلى أزمة حادة تكون كارثية.
وأوضحت حسن قد يترك تخويف الأطفال أيضاً تأثيراً مباشراً على الذاكرة، و أجزاء معينة من الدماغ ما يسبب القلق والتوتر، وبالتالي عندما يصبح العقل غير قادر على استخدام ذاكرته بشكل جيد يفقد الطفل ذكرياته وذاكرته ويصبح غير قادر على الاحتفاظ بأي معلومات يتلقاها، لكون مشاعر القلق والتوتر سيطرت عليه ومنعت الذاكرة من القيام بعملها.
وتحدثت الاختصاصية في تطوير المهارات عن التوتر العصبي الذي يشعر به الطفل، كما لو أنه يسيطر عليه طوال اليوم، وهكذا يصبح عاجزاً حتى عن الدفاع عن نفسه في أي موقف،
كما يواجه صعوبة بالغة أثناء الخلود إلى النوم، فيعاني الأرق، كما لا يستطيع النوم في غرفته بمفرده وإذا نام يشعر بعدم الارتياح، وهو أيضاً ما يسبب له الأحلام المزعجة التي توقظه من نومه الذي لن يعود إليه بسهولة، وبالتالي التأثير على اليوم التالي والنشاط أو التركيز.
وحذرت حسن من أمراض أخرى قد تصيب الولد نتيجة التخويف كالتبول اللاإرادي، لأن المثانة هي واحدة من الأعضاء التي تتأثر كثيراً بحالة الشعور بالخوف، لأنها تصبح تحت تأثير ضغط كبير ما يؤدي إلى فقدان الإحساس بالحاجة إلى التبول فتقوم المثانة بالعمل لوحدها، كذلك أمراض سكر وضغط الدم، نتيجة خفقان القلب السريع، بالإضافة لمشاكل في الجهاز الهضمي والعسر الذي يصيبه، حيث يسيطر الخوف على جميع الأجهزة في جسم الإنسان بطرق مختلفة، ما يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة والأوعية الدموية ومتلازمة القولون والقرحة.
ونصحت حسن تلافياً لذلك بتعزيز ثقة الولد بنفسه، ودفعه للقيام بعمل أو الخروج بمفرده ليلاً مع مراقبته في بادئ الأمر دون أن يشعر بذلك، وعدم معاقبته بسبب ودون سبب، وجعل الأبناء رفاقاً وجلساء لنا، موضحة أن الأطفال الذين يقضون أوقاتاً مع آبائهم يتميزون بمعدلات ذكاء عالية، على عكس الذين كانوا بعيدين فقد تميزوا بالعدوانية، وذلك بهدف التعبير عن رفضهم للخوف الذي رافقهم طوال حياتهم، وقد تتحول تصرفاتهم تلك إلى جرائم بشعة تعبر عن مايدور بداخلهم.
كما نصحت بألا نستهين بشكاوى الأطفال والاستماع لهم وعدم الاستهانة بتخيلاتهم، ومساعدتهم على تجاوز الظرف، وعدم ذكر مخاوفنا أمامهم..
وختمت الاختصاصية النفسية بأن الخوف عامل طبيعي، لكن يجب أن ننتبه بألا يتحول إلى حالة مرضية.